الدوار الدهليزي هو التهاب خلايا الأذن الداخلية (دهليز الأذن)، وهو غالباً يحدث كنتيجة لالتهاب الأذن الوسطى، ولنفس الأسباب التي تؤدي لحدوث التهاب عظمة الخشاء، ويحدث المرض على ثلاثة مراحل أولها هو "الناسور الدهليزي" وثانيها التهاب مخاطي غير محدود بالأذن الداخلية، وثالثها التهاب صديدي غير محدود، والنوع الأخير هو الأخطر على الإطلاق حيث يتسبب في تليّف الأذن الداخلية وامتداد العدوى إلى داخل المخ، ويطلق عليه في تلك الحالة "الأذن الميتة".
والدوار الناتج عن التهاب الأذن الداخلية سببه أن القوقعة مسئولة عن إرسال معلومات التوجيه المكاني والاتزان إلى المخ إضافة إلى موجات الصوت، عبر العصب السمعي-الدهليزي (هو العصب المخي رقم 8)، وأي التهاب في هذه المنظومة يُسبب أعراضاً مثل الدوار والدوخة والغثيان المستمر بالإضافة إلى فقدان السمع.
أعراض وعلامات التهاب الأذن الداخلية
أ. مرحلة ناسور الأذن الوسطى- قد تكون صامتة, أي بدون أعرض.
- تبدأ الأعراض بحدوث "دوار" حركي بسيط مؤقت، خصوصاً في حالة الحركة المفاجئة، أو في حالة الضغط على زنمة الأذن، ولا يحدث معها غثيان ولا قييء.
- يحدث تذبذب سريع في حركة مقلة العين ناحية الأذن المصابة.
- اختبار الناسور يكون إيجابياً (اختبار للتشخيص)، حيث إنه عند الضغط البسيط على زنمة الأذن يحدث دوار حركي بسيط مع أو بدون حدوث ارتجاف العين، وهذا يعني وجود ناسور في الأذن الوسطى، لكن قد يكون الاختبار سلبياً رغم وجود الالتهاب وذلك إذا كان الناسور صغيراً جداً أو في حالة أن الأذن ميتة أو في حالة الإصابة ب"سوسة الأذن الوسطى".
- في هذه المرحلة يكون الدوار الحركي تلقائياً، شديداً, مستمر، ويحدث معه غثيان وقيء
- تذبذب مقلة العين يكون تلقائياً وشديداً ناحية الأذن المصابة
- فقدان للسمع في الأذن المصابة من النوع العصبي الحسّي، لكنه قابل للعلاج لحسن الحظ
- الأعراض تُشبه أعراض مرحلة الالتهاب المُخاطي, لكنها أشدّ حدّةً.
- فقدان للسمع في الأذن المصابة من النوع العصبي الحسّي، لكن للأسف هذه المرة يكون غير قابل للعلاج، وتصبح الأذن "ميتة".
أسباب التهاب الأذن الداخلية
يحدث الدوار الدهليزي في أي مرحلة عمرية، وله أسباب مختلفة وعوامل مساعدة على حدوثه، أما الأسباب فهي كالتالي:
- امتداد من عدوى والتهابات الجهاز التنفسي خصوصاً التهاب الشعب الهوائية
- عدوى فيروسية تُصيب الأذن الداخلية
- فيروس الهربس
- فيروسات المعدة التي تُسبب النزلات المعوية
- امتداد التهاب الأذن الوسطى إلى الداخلية
- بعض الأمراض التي تنتقل من الحشرات مثل مرض Lyme الذي ينقله القراد ذو الأرجل السوداء أو قراد الغزلان
أسماء أهم الفيروسات المسببة للدوار الدهليزي:
- فيروس سايتوميجالو (Cytomegalovirus).
- فيروس الغدة النكافية (Mumps)
- فيروس الإنفلونزا
- فيروسات الروبيلا والروبيولا
أسماء أهم انواع البكتيريا المسببة لالتهاب الأذن الداخلية
- بكتيريا "Streptococcus pneumoniae" العقدية المكورة الرئوية
- بكتيريا النيسرية السحائية المسببة لالتهاب الأغشية السحائية
- فصائل أخرى من المكورة العقدية والمكورة العنقودية التي تسبب التهابات الجلد والأنف والأذن والجهاز التنفسي
- بكتريا البروتيوس والإشريشيا كولاي المتسببة في التهابات مجرى البول والحوض
أما العوامل المساعدة التي تهييء الأذن الداخلية للإصابة فهي كما يلي:
- التدخين: سواء السجائر أو السيجار أو التدخين السلبي
- الكحوليات: تعاطي الخمور خصوصاً الكميات الكبيرة
- الضغط العصبي: التعرض لضغوط حياتية مستمرة يجعل الشخص عرضة للإصابة
- الأدوية: تناول الأدوية بدون وصفة طبية خصوصاً الأسبيرين
- الحساسية: المرضى الذين لديهم تاريخ مرضي بالحساسية لأي عامل يزداد حدوث التهاب الأذن الداخلية لديهم عن غيرهم
الفحوصات اللازمة لتشخيص التهاب الأذن الداخلية
رغم أن تشخيص هذا المرض يكون غالباً عبر الفحص السريري، إلا أن بعض الحالات قد تكون غير واضحة وغير مؤكدة التشخيص، لذلك يلجأ الطبيب لطلب بعض الفحوصات لتأكيد تشخيصه، مثل:
- مقياس السمع
- آشعة مقطعية على الجمجمة والمخ
- مزرعة حساسية للصديد
- رسم مخ كهربائي
التشخيص التفريقي [أمراض لها نفس أعراض الدوار الدهليزي)
توجد بعض الأمراض المشابهة التي يُمكن ان يختلط تشخيصها بتشخيص التهاب الأذن الوسطى، من بينهم:
- داء منيير
- الصداع النصفي
- الجلطات البسيطة
- نزيف بسيط في المخ
- نوبات الدوار الحميد
- اضطرابات تصيب شرايين العنق
- بعض أورام المخ
علاج التهاب الأذن الداخلية (التهاب الدهليز)
أ. العلاج الطبي:
- يتم حجز المريض بالمستشفى
- يُعطى المريض أدوية مُهدئة مثل الفاليوم (Diazepam)، وأدوية مضادّة للدوار مثل meclizine (أنتيفيرت)
- يتم إعطاء المريض مُضادّات حيوية واسعة المفعول، خصوصاً تلك التي تعبر إلى المُخّ مثل الكلورامفينيكول، والكيفالوسبورين
- يتم التعامل مع التهاب الأذن الوسطى في الوقت نفسه
- توصف للمريض مضادات حساسية من مضادات الهستامين (كلاريتين مثلاً) ومضادات التهاب مثل الكورتيزون (بريدنيزون)
ب. الجراحة:
- في حالة الناسور: يتم إجراء جراحة استئصال عظمة الخشاء, واستئصال سوسة الأذن في حالة وجودها, ويتم تغطية الناسور بقطعة جلد.
- في حالة الالتهاب الصديدي: بالأخص في حالة حدوث فقدان للسمع من النوع العصبي, ودوار حركي شديد, في الماضي كان يتم استئصال مكونات الأذن الداخلية, لكن في الوقت الحالي ومع تطوّر المضادّات الحيوية، لم يعُد يتم استئصالها، ويتم الحفاظ عليها وعلى قوقعة الأذن لتركيب القوعة الصناعية فيها فيما بعد، وهي الحل الوحيد لفقدان السمع.
- بعد انتهاء مرحلة الدوار الحركي، و تحت غطاء من المُضادّات الحيوية، يتم استئصال عظمة الخشاء بكاملها لتحجيم منبع العدوى البكتيرية.
نصائح الطبيب لمرضى الدوار الدهليزي لتحقيق أفضل نتيجة علاج
الإجراءات التالية تساعد على تقليل حدوث نوبات الدوار وتساعد في علاجه، والنصائح كالتالي:
- تجنب الحركات المفاجئة للجسم أو تغيير الوضع فجأة
- عند حدوث نوبة الدوار، قف مكانك ثابتاً لا تتحرك
- إذا كنت نائماً فلا تنهض من السرير على مرة واحدة، بل يجب أن تقوم لتجلس بالتدريج ثم تقف بعدها
- إذا كنت جالساً وتريد الوقوف فيجب أن تقف ببطء
- أثناء نوبات الدوار، تجنب النظر في التلفزيون أو الكمبيوتر أو الهاتف المحمول، وتجنب أي ضوء براق قدر الإمكان
- إذا حدثت نوبة الدوار وأنت مستلق في الفراش، حاول أن تجلس على كرسي ببطء وتبقى رأسك ثابتاً
- احرص دائماً على إبقاء الأضواء حولك خافتة، لأن الضوء الخافت أفضل من الظلام ومن الضوء الساطع في هذه الحالة
في حال استمرار الدوار لفترة طويلة، فإن أطباء الصناعات سينصحونك ببعض التمارين الخاصة لتحسين قدرتك على حفظ اتزانك.
نوبات الدوار يُمكن أن تحدث أثناء قيادة السيارة وبالتالي قد تتسبب في حوادث صعبة، لذلك يُنصح مرضى الدوار الدهليزي بتجنب القيادة عموماً.
الملخص ونسبة الاستجابة للعلاج
يتميز مرض الدوار الدهليزي (التهاب الأذن الداخلية) بما يلي:
- معظم الحالات تتحسن بعد مرور 2-3 أسابيع من العلاج، وفي الغالب يستعيد المريض وضعه الطبيعي خلال بضعة أشهر.
- هذا المرض يؤثر على قدرات المريض على أداء وظائفه الطبيعية فمثلاً لا يستطيع قيادة السيارة، ولا يستطيع ممارسة عمله، كما أنه لا يستطيع أن يمارس الرياضة بسبب الدوار والقيء المستمر.
- لحسن من النادر أن يتحول الدوار الدهليزي إلى مرض مزمن
- إذا لم يستجيب المريض للعلاج الدوائي خلال بضعة أشهر، يُجري الطبيب عدداً من الفحوصات وقد يلجأ إلى الجراحة لحل المشكلة من جذورها.
المراجع
تعليقات
إرسال تعليق