عملية الجيوب الأنفية بالمنظار هي إجراء طبي متطور يهدف إلى استعادة التهوية الطبيعية للجيوب الأنفية وبالتالي استعادة وظيفتها الكاملة والتخلص تماماً من اعراض التهاب الجيوب وانسداد قنوات التهوية بها وهي تتم عبر منظار ضوئي تحت التخدير الكلي بدون فتح جراحي.
وقد تطورت طرق علاج التهاب الجيوب الأنفية في الآونة الأخيرة وانتهى عصر الجراحات المفتوحة تماماً وباتت مناظير الأنف والجيوب الأنفية هي الحل الأمثل للتخلص من مشاكل ومضاعفات الالتهاب المزمن وانسداد الجيوب.
هذا التقرير يعرض لكل ما يخص عملية منظار الجيوب الأنفية من دواعي واحتياطات وخطوات تحضير المريض للعملية ونصائح ما قبل وبعد العملية بالإضافة إلى المضاعفات المحتملة وكيفية الوقاية منها. تسمى تلك العملية بالإنجليزية: Functional Endoscopic Sinus Surgery وتختصر FESS وتسمى بهذا الإسم لأنها تحافظ على وظيفة الجيوب.
لماذا نلجأ لتنظيف الجيوب الأنفية بالمنظار؟
إذا أردت فهم فكرة عملية الجيوب الأنفية بالمنظار فربما تحتاج إلى نبذة بسيطة عن الطريقة التي تعمل بها الجيوب وكيف تنسد والنتائج المترتبة على انسدادها.
يوجد في الجمجمة 4 أزواج من الجيوب الأنفية وهي مجموعة من الفراغات المملوءة بالهواء داخل الجمجمة.
في الظروف الطبيعية، يتم تهوية الجيوب عبر فتحات تصلها بالأنف وتفتح في القناة أسفل الغضروف الأوسط للأنف (القرنية الوسطى) باستثناء فتحة الجيب الغربالي التي تفتح نحو الخلف أكثر.
تحتاج الجيوب الأنفية إلى هذه التهوية لمنع تراكم الععدوى ومنع الالتهاب.
مشاكل الجيوب تنشأ من مشاكل انسداد الأنف أو التهابها.
عندما يحدث التهاب الأنف والجيوب، يضعف تأثير أهداف الأنف وبالتالي تضعف عملية التنظيف والتهوية التلقائية فيحدث تراكم للسوائل في الجيوب وركود، وتتضخم الطبقة المخاطية المبطنة للجيب الأنفي وتستمر في التضخم تدريجياً حتى تغلق فتحة التهوية الخاصة بالجيب.
ضعف التهوية في الجيب الأنفي مع وجود السوائل الراكدة تعتبر بيئة مثالية للبكتيريا التي تنمو وتسبب الالتهاب والأعراض والمضاعفات المعروفة للجيوب النفية.
مزيد من التفاصيل حول التهاب الجيوب الأنفية وعلاجه.
دور وفائدة عملية منظار الجيوب الأنفية
كما ذكرنا أعلاه، فإن الهدف من العملية هو استعادة التهوية الطبيعية للجيوب عبر توسيع الفتحات وتنظيف تجويف الجيوب من السوائل والصديد المتراكم حتى يستعيد الجيب وظيفته الطبيعية وتنتهي مشاكله.
بعد العملية يستعيد أغلب المرضى نمط الحياة الطبيعي ويشعرون بتحسن كبير بعد اختفاء الأعراض الصعبة التي كانوا يعانونها والتي كانت تؤثر سلباً على حياتهم وغدائهم لوظائفهم.
دواعي إجراء عملية الجيوب الأنفية بالمنظار
ليس كل مريض بالتهاب الجيوب الأنفية يحتاج لعملية المنظار للشفاء، فالكثير من الحالات يمكن أت تخف بالعلاج التحفظي.
يعتبر مرضى الالتهاب المزمن للجيوب الأنفية أوالالتهاب الحاد المتكرر باستمرار، هم الأكثر احتياجاً لإجراء تلك العملية وهم الأكثر استفادةً منها.
المرضى الذين يعانون أعراض انسداد الأنف شبه الدائم والصداع وألم الوجه يستجيبون للعملية بنسبة كبيرة وتتحسن حالاتهم.
تتحسن حاسة الشم كثيراً بعد العملية أيضاً.
إجراء آشعة مقطعية على الأنف والجيوب بعد الفحص الطبي يساهم في تحديد حاجة المريض للعملية من عدمه، كما أن تلك الآشعة إلزامية قبل العملية لبيان الحالة التشريحية للجيوب خصوصاً الجيب الغربالي وبيان إذا كانت هناك ابتلاءات خلقية أو ما شابه.
آشعة مقطعية تظهر التهاب الجيوب الأنفية الغربالية مع انحراف بسيط في الحاجز الأنفي - هذا المريض يمكن أن يحتاج عملية الجيوب الأنفية بالمنظار أو لا يحتاجها حسب الأعراض (المصدر) |
عملية منظار الجيوب الأنفية مفيدة جداً في حالة لحميات الأنف التي لا تستجيب للعلاج بالكورتيزون، حيث يمكن استئصال اللحميات بدقة كبيرة عن طريق القواطع الشفطية للمنظار.
مميزات عملية المنظار عن العملية الجراحية
قبل تطوير المنظار الجراحي، كانت عملية الجيوب الأنفية تتم عبر الجراحة المفتوحة حيث كان جرّاح الأنف والأذن والحنجرة يستأصل كامل الطبقة المخاطية الملتهبة لأنه كان يُعتقد قديماً أن الطبقة المخاطية مادامت تعرضت لالتهاب مزمن فإنها قد فقدت وظيفتها للأبد، وهو ما ثبت خطأه فيما بعد.
تلك الإجراءات الجراحية كانت تسبب بعض المضاعفات المؤرقة للمرضى مثل الندبات وبعض الكدمات الداخلية كما كانت تصيب أعصاب الأسنان مما كان يسبب فقدان الإحساس فيها.
كانت الجراحة تتجاهل أيضاً الاضطرابات الموجودة في الأنف والتي سببت المشكلة من الأساس وبالتالي لم تكن تعالج السبب.
بعد تطوير المناظير وإجراء الجراحة بالكامل عبر المنظار بدون فتح، جاءت المميزات التالية:
- يحافظ المنظار على الطبقة المخاطية للجيوب وتستعيد وظيفتها تماماً
- لا توجد ندبات ولا جروح ولا عدم ارتياح بعد العملية
- يحافظ على الإمداد العصبي للأسنان سليماً
- تم تقليل المضاعفات وأصبحت لا تُذكر
- يتم إصلاح اضطرابات الأنف المتسببة في انسداد فتحات الجيوب وبالتالي تعود التهوية إلى طبيعتها
كيف يمكن إعداد وتحضير المريض لعملية منظار الجيوب الأنفية؟
- تجنب تناول أقراص الأسبيرين (Aspirin) أو بدائله قبل العملية (10-14 يوم) لأنه يسبب زيادة النزيف.
- توقف عن تناول المسكنات غير الاستيرويدية (بروفين، فولتارين وبدائلهم) قبل العملية بخمسة أيام على الأقل لأنها تسبب النزيف أثناء العملية أيضاً.
- توقف عن تعاطي المكملات الغذائية التي تحتوي فيتامين E لأنها أيضاً تسبب النزيف.
- إذا كنت تتعاطى أدوية سيولة مثل الماريفان أو مضادات التجلط الأخرى فيجب إيقافها قبل العملية ب48 ساعة على الأقل.
- للمدخنين: يُنصح بالتوقف عن التدخين لمدة 2-3 أسابيع قبل العملية لتفادي خطورته في التخدير
كيف تسير العملية ونوع التخدير؟
مثال من داخل غرفة العمليات لعملية منظار جيوب أنفية |
ما المضاعفات والمخاطر المحتملة للعملية؟
- النزيف: من غير الشائع حدوث نزيف كبير أثناء أو بعد عملية المنظار، لكن إذا حدث أثناءالعملية ولم يتمكن الجراح من إيقافه فإنه ينهي العملية ولا يكملها، أما إذا حدث النزيف بعد العملية فسيتوجب وضع ضمادات جراحية في أنف المريض وفي البلعوم.
- العدوى: من الوارد في أي إجراء جراحي حدوث عدوى بكتيرية، لكن الجراح يجب أن يصف للمريض مضادات حيوية ومضادات التهاب بعد العملية لمدة أسبوع على الأقل.
- مشاكل في العينين: رغم أنه من النادر للغاية حدوث تأثير على العينين، إلا أن هتاك حالات نادرة تأثرت فيها إحدى العينين أو أصيبت بعمى في عين واحدة وكان علاجه صعباً.
- تسرب السائل النخاعي: أي عملية في الجيب الغربالي أو الجبهي أو الإسفنجي تحمل احتمالاً قليلاً لحدوث تسرب للسائل النخاعي الخاص بالمخ.
- ضعف حاسة الشم: عملية الجيوب الأنفية في الأساس تعالج ضعف حاسة الشم، لكن من النادر فقدان حاسة الشم أو ضعفها بعد العملية، وإن حدث ذلك فهي تعود تدريجياً.
- مخاطر التخدير: وهي مخاطر موجودة في أي عملية ورغم ندرتها فإنها تكون شديدة في الغالب.
- مضاعفات أخرى: خدر أو تنميل في الأسنان العلوية الأمامية، انتفاخ أو تورم في الشفاه، تورم حول العين أو تغير في الصوت (نسبة قليلة جداً).
تجربتي مع عملية الجيوب الأنفية بالمنظار
نصائح بعد عملية الجيوب الأنفية بالمنظار
- من الطبيعي أن تشعر ببعض الضغط وإحساس كأن رأسك ممتلئة بالسوائل بعد العملية مباشرةً ولبضع أيام، لا تقلق، هذا طبيعي بسبب تورم الأنسجة المؤقت وسيختفي تماماً بالتدريج.
- التنفس من الأنف في الأيام التي تلي العملية مباشرةً سيكون صعباً، وبالتالي ستضطر للتنفس عبر الفم، لذلك يمكنك استعمال جهاز مرطب للهواء في غرفتك للوقاية من ألم الحلق والجفاف الذي يحدث مع التنفس عبر الفم.
- ضعف الشم والتذوق يمكن أن يستمر لبضع أسابيع بعد المنظار كما يمكن أن تشعر بوخز أو ألم في الأسنان الأمامية العلوية.
- الإفرازات المدممة (نزول دم من الأنف أو حتى تكون قشور دموية) يستمر بعد العملية لمدة 5-7 أيام، وأفضل حل لتقليل هذه الإفرازات وضمان عدم تحولها إلى قشور يمكن أن تسبب انسداد الأنف، أفضل حل هو استخدام غسول الأنف مرتان يومياً بالطريقة الصحيحة، حيث يتم دفع الإفرازات إلى البلعوم ثم بصقها، ويبدأ استعمال الغسول بعد مرور اليوم الأول بعد العملية.
- إذا وضع الطبيب ضمادات في أنفك بعد العملية، فهي ستحتاج للتغيير أكثر من مرة خلال اليوم الأول.
- طريقة النوم بعد العملية: يُنصح باستخدام مخدة إضافية لرفع رأسك لأعلى خلال الأسبوع الأول حتى تقل الإفرازات أو تختفي.
- ممنوع نفخ الأنف أو "النف" الشديد بعد العملية لمدة أسبوعين على الأقل.
- ممنوع رفع الأثقال (أكثر من 10 كيلو جرام) ولا ممارسة رياضات عنيفة لمدة أسبوعين بعد المنظار.
- تجنب ركوب الطائرة في أول أسبوعين بعد العملية لأن ضغط الكابينة يمكن أن يسبب تورماً وألماً في الأنف.
- أثناء تنظيف القشور من الأنف، تجنب شد الغرز التي تكون في الأنف (حال وجوده)، هذه الغرز تختفي تلقائياً خلال 2-3 أسابيع.
أدوية بعد العملية
أسئلة متكررة وإجاباتها
لحجز موعد كشف بالمنظار مع دكتور طارق الجرف، استشاري ومدرس جراحة الأنف والأذن والحنجرة بكلية طب قصر العيني، جامعة القاهرة، يُرجى التواصل عبر الهاتف على رقم: 01110902919 أو عبر واتساب على نفس الرقم
تعليقات
إرسال تعليق