انخفاض وارتفاع السكر هما حالتان متضادتان لكنهما من أخطر الحالات الطبية التي يجب التعامل معها والعناية بها في أقرب وقت وتحت إشراف أطباء متخصصين، وتختلف أعراض انخفاض وارتفاع السكر عن بعضهما كما سيأتي الشرح.
وتظهر أعراض انخفاض وارتفاع السكر على ملايين المرضى حول العالم سواء الذين تم تشخيصهم بمرض السكر أو الذين لم يعرفوا بمرضهم بعد خصوصاً ارتفاع سكر الدم، وبعض الحالات المهملة تصل لمراحل خطيرة قد تودي بحياة المريض أو تضطره إلى بتر أحد أطرافه.
أعراض انخفاض السكر
تختلف استجابة كل شخص لانخفاض نسبة الجلوكوز في الدم عن غيره باختلاف استجابة جسمه وبالتالي تختلف الأعراض من شخص لآخر، ويجب أن يحفظ كل مريض سكر والمقربين منه أعراضه الخاصة بانخفاض السكر.
تظهر أعراض انخفاض السكر في الدم فجأة مثلما يحدث أثناء عمل مجهود بسيط مثل ممارسة رياضة خفيفة أو المشي لمسافة متوسطة، وربما تحدث الأعراض عندما تتأخر عن تناول الوجبة التالية.
تشمل أعراض النقص الحاد في سكر الدم ما يلي:
- شعور بالارتجاف والرعشة
- تسارع ضربات القلب
- شحوب لون الجلد
- غثيان (اقتراب القيء)
- شعور بالجوع الشديد
- رغبة في النوم المتواصل
- زغللة وتشوش الرؤية
- في بعض الحالات يمكن أن تفقد الرؤية
- إحساس بضعف البدن وعدم القدرة على أداء أي شيء
- شعور بالتوتر والقلق
- زيادة التعرق
- تكرار القشعريرة
- التهيج العصبي
- تشوش الإدراك
- شعور بالدوار أو أن الرأس خفيفة
- وخز أو تنميل في الشفتين أو اللسان أو الخدين
- صداع
- اضطراب التناسق الحركي
- هلوسات عقلية
- كوابيس أو بكاء بصوت عال أثناء النوم
- نوبات تشنج
- ضعف التركيز
ما أسباب انخفاض السكر في الدم؟
انخفاض سكر الدم شائع في مرضى النوع الأول من السكر ويمكن أن يحدث في مرضى النوع الثاني الذين يتعاطون الإنسولين أو إذا تناولوا أدوية خطأ.
في المتوسط، يتعرض مريض النوع الأول من السكر إلى ما يصل إلى نوبتين من هبوط السكر في الأسبوع وذلك بحساب الهبوط الذي تصاحبه أعراض ظاهرة، بينما إذا أضفنا الهبوط البسيط غير المصحوب بأعراض ظاهرة فإن الرقم مرشح لزيادة كبيرة.
تشمل أسباب انخفاض سكر الدم ما يلي:
- الإنسولين: تناول عدد وحدات إنسولين أكبر من المخطط بواسطة الطبيب هو سبب شائع لحدوث هبوط السكر، لذلك باتت الأنواع المستحدثة من الإنسولين والمضخات مفضلة أكثر من الأنواع التقليدية، لأن المستحدثة يسهل ضبط جرعاتها وحدوث الهبوط أقل معها خصوصاً أثناء الليل.
- الطعام: منع النشويات فجأة بدون تقليل جرعة الإنسولين يمكن أن يسبب هبوطاً حاداً في نسبة السكر بالدم، هذا بالإضافة إلى فشل تنسيق مواعيد الوجبات مع جرعة الإنسولين.
- الرياضة: ممارسة الرياضة يجب أن تكون مضبوطة مع تناول الطعام، وإذا حدث خلل يحدث انخفاض لسكر الدم وهبوط.
كيفية التعامل مع انخفاض السكر في الدم (العلاج السريع)
الخطوة الأولى الضرورية في حالة هبوط السكر الحاد هي إعطاء المريض أي مصدر سريع للسكر فوراً مثل قطع الحلوى أو الشوكولاتة أو العصائر الطازجة أو أقراص الجلوكوز إن كانت متوفرة.
يجب منع المريض من تناول أي بروتينات في هذه الفترة لأنها تبطيء امتصاص الجلوكوز في الجهاز الهضمي.
بعد مرور 15 دقيقة، يجب إعادة فحص سكر الدم وإذا كانت القراءة تحت 70 يجب إعطاء المريض 15 جرااماً أخرى من المواد السكرية السريعة.
يتم تكرار ما سبق حتى ينضبط سكر الدم، ثم بعد ذلك المتابعة مع الطبيب المختص.
في حالة هبوط السكر الحاد الذي تحدث معه علامات خطورة (مذكورة بنهاية المقال)، يجب نقل المريض إلى أقرب مستشفى فوراً لحقنه بهرمون "جلوكاجون" وإعطائه الرعاية اللازمة.
مقارنة بين أعراض انخفاض وارتفاع السكر |
أعراض ارتفاع السكر في الدم
على عكس انخفاض سكر الدم، يحدث ارتفاع سكر الدم بالتدريج على مدار ساعات وربما أيام، ويكون سببه في الغالب تناول كميات كبيرة من الطعام أو تناول أدوية خطأ أو بسبب حدوث عدوى أو أي توتر يصيب المريض.
أعراض ارتفاع سكر الدم يصعب اكتشافها مجتمعةً لأنها تحدث بالتدريج، وهي تشمل ما يلي:
- دوخة شديدة
- دوار
- إحساس بالجوع الشديد
- عطش شديد
- جفاف الفم
- ضيق التنفس
- تكرار التبول أكثر كثيراً من المعتاد
- ضعف التركيز
- صداع شديد
- زغللة العين
- علامات الجفاف: تظهر في الحالات المتقدمة جداً
ما أسباب ارتفاع سكر الدم؟
يمكن أن ترتفع نسبة الجلوكوز (السكر) في الدم للحد الذي يسبب أعراضاً ظاهرة في الحالات التالية:
- مرضي النوع الأول من السكر إذا لم يتناولوا عدد وحدات إنسولين كافي
- مرضى النوع الثاني من السكري إذا لم يتناولوا العلاج المناسب
- إذا أكل المريض كميات أكبر من المخطط له
- إذا تناول المريض وجبات قليلة لكن ثقيلة ولم يلتزم بتقسيم الوجبات
- إذا لم يمارس المريض التمارين الرياضية الموصوفة له
- في حال تعرض جسمك لتوتر زائد بسبب عدوى فيروسية أو بكتيرية
- في حالة حدوث "ظاهرة الفَجر" التي ترتفع فيها نسبة هرمونات الجسم (ومنها الكورتيزون الذي يرفع السكر) بين الساعة الرابعة والخامسة فجراً
كيفية التعامل مع ارتفاع السكر في الدم (العلاج السريع)
في الغالب تحتاج حالات ارتفاع سكر الدم الحاد إلى النقل لمركز طبي متخصص أو مستشفى بغرض إعطاء المريض محاليل تعويضية مع أو بدون الإنسولين.
الحالت البسيطة والمتوسطة يمكن علاجها عبر:
- ممارسة الرياضة بانتظام
- أدوية لتخفيض سكر الدم يصفها الطبيب المختص
- اتباع نظام غذائي صحي
- متابعة قياس السكر بانتظام
كيف تتأكد أن سكر الدم منخفض أو مرتفع؟
الطريقة الوحيدة للتأكد بنسبة 100% من أن نسبة الجلوكوز في الدم منخفضة أو مرتفعة هي إجراء تحليل السكر العشوائي، لكن كيف يتم قياس السكر العشوائي بالطريقة الصحيحة؟
إذا كانت نسبة السكر العشوائي أقل من 70 فإنها حالة هبوط سكر.
إذا كانت نسبة تحليل السكر العشوائي أكبر من 200 فهي حالة ارتفاع سكر.
جهاز قياس سكر الدم العشوائي |
يمكن استخدام جهاز قياس السكر العشوائي في الصيدلية، أو إذا كان موجوداً في البيت، لكن يجب أخذ بعض الاحتياطات البسيطة أثناء استخدام هذا الجهاز لتفادي القراءات الخطأ، من بين تلك الاحتياطات ما يلي:
- التأكد من فعالية الجهاز والشرائط
- التأكد من نظافة اليد خصوصاً الإصبع الذي ستؤخذ منه عينة الدم
- إعادة غسل اليد التي سيؤخذ منها العينة قبل الشك
ستفهم أهمية غسل الأيدي قبل الشك بالإبرة وقياس السكر لاحقاً في المقال.
لماذا يجب غسل اليد قبل إجراء تحليل السكر؟
بعض حالات مرضى السكر عندما تظهر عليهم أعراض تحمل طابع الخطورة (الهبوط خصوصاً) يعطيهم أهلهم أو المقربين منهم قطعة حلوى أو أي مادة سكرية لظنهم أن السبب هو انخفاض السكر في الدم، ثم يقيسون السكر في الدم بعد ذلك مباشرةً.
عند قياس السكر مباشرةً بعد أن يمسك المريض الحلوى بإصبعه قد تظهر أرقام مرتفعة جداً في بعض الحالات لكنها تكون غير صحيحة على الإطلاق، فما السبب؟
تفسير ما حدث: عندما أمسك المريض بقطعة الحلوى ليأكلها بقيت آثارها على أصابعه، وقد تصادف أن عينة الدم تم سحبها من أحد الأصابع الملوثة بالحلوى فقرأها الجهاز مباشرةً على أنها سكر الدم فتظهر نتائج مرتفعة جداً لكنها غير صحيحة.
مما سبق نستنتج أن غسل الأيدي جيداً قبل الشك لسحب العينة للحصول على نتيجة سليمة.
علامات الخطورة | متى يتوجب النقل إلى المستشفى؟
على خلاف الحالات البسيطة والمتوسطة من انخفاض وارتفاع السكر التي يمكن علاجها في المنزل، فإن الحالات الشديدة تتطلب النقل الفوري إلى المستشفى أو أقرب مركز طبي متخصص لتفادي حدوث مضاعفات غير قابلة للعلاج فيما بعد.
أعراض وعلامات الخطورة في حالات انخفاض السكر تشمل ما يلي:
- نوبات التشنج تعتبر علامة طواري في حالة هبوط السكر
- زغللة العين وتشوش الرؤية
أعراض وعلامات الخطورة في حالات ارتفاع السكر تشمل ما يلي:
- ضيق النَفَس
- تشوش الإدراك
- الغيبوبة (الغياب عن الوعي)
- الغثيان والقيء
- رائحة النفَس الالسكرية (رائحة فاكهة) لأنها تفيد باقتراب دخول الغيبوبة الكيتونية
كيف يمكن الوقاية من انخفاض وارتفاع السكر؟
من المهم لمريض السكر أن يثقف نفسه بخصوص مرضه ويدرك أن ضبط مستوى السكر في الدم هو أولوية قصوى حتى لو جاء على حساب ما قد تشتهيه نفسه.
يجب أيضاً أن يتعلم المريض أعراض انخفاض وارتفاع السكر في دمه وكيف يتأكد من مستوى الجلوكوز وكيفية التعامل السليم في كل حالة، هذا بالإضافة إلى اتباع الإجراءات الوقائية التالية:
- قياس السكر: توصلت الدراسات الميدانية إلى أن الأشخاص الذين يملكون أجهزة قياس السكر ويستخدمونها يومياً أو على الأقل يوم بعد يوم، هؤلاء الأشخاص قليلاً ما يصابون بأعراض انخفاض وارتفاع السكر.
- الالتزام بالعلاج: من المهم جداً الالتزام بتوصيات الطبيب المعالج مع الدقة في حساب عدد الوحدات الموصوفة
- ضبط توقيت الرياضة: يجب ضبط توقيت ممارسة الرياضة مع الوجبات مع جرعات الإنسولين حسب توصية طبيب السكر.
- تقسيم وجبات الأكل: تناول 6 وجبات متوسطة ثم خفيفة بدلاً من 3 وجبات ثقيلة
- كارت السكر: من المهم لمريض السكر أن يحمل في جيبه ورقة مكتوب فيها بياناته وأنه مريض سكر حتى يمكن إنقاذه في حالات الطواريء في الشارع.
تعليقات
إرسال تعليق