بعض الناس يلاحظون أنهم يصابون بالصداع بعد تناول أكلة أو طعام أو مشروب معين دون وجود سبب آخر، ومن أشهر الأكلات والمشروبات التي تحدث معها تلك الظاهرة التونة والآيس كريم وعصير قصب السكر (في مصر خصوصاً)، وهي ظاهرة معروفة ولها تفسير علمي كما سنشرح.
في حال كنت ممن يعانون الصداع بعد أكلات أو مشروبات معينة وتكرر معك الأمر كثيراً، فيجب عليك الانتباه إلى الموضوع والحرص على معرفة السبب واستبعاد الأسباب المرضية التي تحتاج عناية طبية، وهذا ما ستعرفه في هذا التقرير.
أسباب صداع ما بعد الوجبات
توجد أكثر من نظرية لتفسير حدوث صداع بعد تناول وجبات أو مشروبات معينة، كما تختلف درجات شدة الصداع نفسه، كما أن بعض الناس يشعرون بالصداع بعد تناول أي وجبة عموماً، بينما البعض الآخر يشعرون به بعد تناول وجبات محددة.
توجد أكثر من نظرية لتفسير هذه الظاهرة هي كالتالي:
انخفاض الجلوكوز في الدم بعد الأكل
تفسر هذه النظرية الصداع الذي يحدث بعد تناول الطعام طول الوقت (يعني أي وجبة)، وهو الصداع الذي يظهر خلال 3-4 ساعات بعد تناول الطعام وليس سريعاً.
ويكون سبب هذا الصداع هو ارتفاع نسبة الجلوكوز بعد تناول الطعام مباشرةً، فتفرز البنكرياس كمية كبيرة من هرمون الإنسولين مما يؤدي إلى انخفاض كبير في نسبة الجلوكوز في الدم وهو ما يسبب الصداع وأعراض الهبوط الأخرى، وهذا الاضطراب التنظيمي يكون سببه أحد الأمراض التالية:
- مرض السكر أو السكري غير المشخص
- أورام الجهاز الهضمي
- اضطراب هرمونات الجسم عموماً
يمكن أن تفسر تلك النظرية أيضاً الصداع الذي يحدث بعد تناول مشروبات سكرية خصوصاً تلك التي تحتوي سكريات بسيطة غير معقدة، والتي تكون سهلة الامتصاص والهضم (مثل مشروب قصب السكر في مصر)، وسنفرد لهذا شرح مفصل في نهاية المقال.
التجمد المخي (صداع الآيس كريم)
يحدث هذا الصداع بعد تناول مأكولات أو مشروبات مثلجة أو مجمدة وأشهرها "الآيس كريم" ويُطلق عليه "تجمد المخ / Brain freeze).
تفسير تجمد المخ هو أنه عند اصطدام المادة المجمدة بسقف الحنك تسبب حدوث انقباض مفاجيء في بعض الأوعية الدموية بالرأس وهو ما يسبب الصداع المفاجيء.
تفسير آخر محتمل هنا هو متلازمة العصب الخامس وفي هذه الحالة يشعر المريض بالصداع مباشرة بعد شرب أو تناول المادة المثلجة، ويكون الألم في مناطق توزّع الأفراع الثلاثة للعصب الخامس حول العين أو حول عظام الفك.
أمراض المفصل الصدغي الفكي
المفصل الصدغي-الفكي هو الذي يربط الفك السفلي بعظمة الصدغ في الجمجمة.
اضطرابات هذا المفصل تتميز بحدوث صوت "طقطقة" عند فتح وإغلاق الفم، أو الشعور بصعوبة فتح وغلق الفم.
يكون سبب الصداع في هذه الحالة هو مجرد المضغ، ويحدث مع كل الوجبات، نظراً لأن الفك مرتبط بالرأس مباشرةً.
الجفاف
يعتبر الجفاف أحد أهم أسباب الصداع، وفي حالة "عصير القصب" والعصائر الأخرى التي تحتوي سكريات بسيطة بكميات كبيرة يُمكن أن يكون الجفاف هو السبب لكن في تلك الحالة يحدث الصداع فجأة بعد مرور وقت قليل على تناول العصير.
كيف يحدث الجفاف في حالة عصير القصب؟
عندما يشرب الشخص العصير، ينتقل سريعاً من المعدة إلى الإثنى عشر، فيبدأ السكر الموجود في العصير في جذب الماء من الأوعية الدموية المحيطة عن طريق الضغط الأسموزي، فيحدث جفاف وربما هبوط بسبب انخفاض كمية الماء في الأوعية الدموية، مما يسبب الصداع الذي يصاحبه غالباً مغص وبعض أعراض الجفاف الأخرى.
علاج والوقاية من الصداع الناتج عن الطعام والشراب
توجد بعض النصائح والإرشادات المهمة للأشخاص الذين تصادفهم تلك الظاهرة، والهدف من تلك الإرشادات منع أو الحد من أسباب الصداع والعوامل المهيئة لحدوثه.
من بين تلك الإرشادات ما يلي:
- المداومة على شرب الماء: يجب الحرص على شرب كميات كافية من الماء على مدار اليوم خصوصاً في فصل الصيف لتجنب حدوث الجفاف ونقص كمية الماء في الأوعية الدموية، لأن الجفاف من أهم مسببات الصداع. شرب السوائل عموماً مهم، لكن الماء يُعتبر المشروب الأنسب في تلك الحالة مع ضرورةتجنب المشروبات التي تحتوي مواد حاظة وسكريات مصنعة.
- تجنب الأطعمة المسببة للصداع: إذا كنت لا تعرف نوع الطعام المسبب للظاهرة بالتحديد، يُمكنك أن تجرب الامتناع عن أكلات معينة أسبوعياً لحين تحديد المشروب أو الأكلة المتسببة في الصداع.
- تجنب الأطعمة المشهورة بالتسبب في الصداع: مثل الجبنة الرومي القديمة بالإضافة إلى المشروبات الكحولية.
لماذا يحدث صداع لبعض الناس بعد أكل التونة؟
لأن التونة تحتوي كميات كبيرة من الملح (الصوديوم خصوصاً) الذي يعمل على سحب الماء بالخاصية الأسموزية مما يتسبب في زيادة الماء بالدم وزيادة حجمه، وبالتالي تستجيب الأوعية الدموية بالتمدد الزائد لاستيعاب الكميات الزائدة، هذا التمدد يسبب الصداع.
السبب الثاني أن التونة بها مواد حافظة، تلك المواد الخحافظة من ضمنها أكسيد النيتريك، وهو من مسببات توسع الأوعية الدموية الزائد عن الحد، وبالتالي ينتج عنه الصداع لأنه يصل إلى أوعية المخ.
المراجع
تعليقات
إرسال تعليق