التخطي إلى المحتوى الرئيسي

شرح دلالات الأورام وأهمية واستخدام كل نوع بالتفصيل

 ما هي دلالات الأورام؟ هي مواد تنتجها الخلايا السرطانية (بروتينات في الغالب) أو تكون موجودة بداخل تلك الخلايا بالأساس، كما أن بعض دلالات الأورام تنتجها خلايا الجسم العادية في بعض الأحيان كاستجابة للورم الخبيبث أو لبعض الأورام الحميدة، وتُستخدم الدلالات في التشخيص المبدئي لبعض أنواع السرطان طبقاً لنسبتها كما سنشرح بالتفصيل.


وجب التنويه ثانيةً إلى أن دلالات الأورام هي بروتينات تنتجها خلايا الجسم العادية أيضاً لكنها تُنتج بكميات ضئيلة جداً، أما في جالة وجود سرطان في أي عضو في الجسم فإن كمية تلك البروتينات تزداد كثيراً.


يجب العلم أيضاً أن بعض هذه الدلالات خاصة بنوع واحد من أنواع السرطان، بينما البعض الآخر يُنتج في أكثر من نوع من أنواع السرطانات، وبالتالي لا تكون دلالات الأورام في تلك الحالة قاطعة في تحديد نوع السرطان لكنها تعطي فكرة عن وجود ورم معين ويجب إجراء بعض الفحوصات الأخرى لتحديد نوعه.


 أهم أنواع دلالات الأورام ووظيفتها 

نظراً لكون دلالات الأورام يُمكن أن تستخدم لأكثر من غرض، وبعضها يكون علامة على أكثر من نوع سرطان أو ورم حميد مختلفين، فإننا سنعرض في هذا التقرير أبرز وأهم أنواع الدلالات وتفاصيل الأمراض والأورام التي يُمكن تشخيصها من خلاله ونوع التحليل (دم أم غيره) بالإضافة إلى الملاحظات الخاصة بكل دلالة.


بروتين ألفا الجنيني  AFP

يُسمى هذا التحليل بالإنجليزية "Alpha-feto protein" ويُكتب اختصاراً "AFP".


ارتفاع تركيز دليل الأورام "AFP"  (بروتين ألفا الجنيني) في الدم يُشير إلى احتمال وجود سرطان في الكبد أو في المبيض أو في الخصية.


يُستخدم هذا التحليل  للتشخيص ولمتابعة علاج السرطانات السابق ذكرها، كما يُستخدم لرصد ارتجاع تلك الأورام بعد علاجها إن حدث.


يقاس هذا الدليل عن طريق أخذ عينة دم من الوريد.

ملحوظة: يرتفع تركيز AFP أيضاً في حالات الحمل وفي حالة الإصابة بالتهاب الكبد بأنواعه.


مستضد السرطان CA 19-9

يُسمى هذا الدليل بالإنجليزية "Cancer antigen 19-9" وتُكتب اختصاراً "CA 19-9". ويُجرى عن طريق عينة من الدم. 


ارتفاع نسبة   CA 19-9 في الدم يُشير في الغالب إلى احتمالية وجود سرطان في البنكرياس أو القولون أو المعدة، وفي بعض الأحوال يظهر في المرارة والقنوات المرارية، في الغالب تكون نتيجة التحليل ارتفاع كبير (أرقام عالية).


يرتفع CA 19-9 أيضاً في حالات غير سرطانية مثل التهابات الجهاز الهضمي (التهاب البنكرياس والتهابات الأمعاء وانسداد القنوات المرارية، بالإضافة إلى بعض أمراض الغدة الدرقية، وفي الغالب تكون نتيجة التحليل ارتفاع طفيف (رقم غير عالي).


بالإضافة إلى دوره في التشخيص، يُستخدم  CA 19-9 لمتابعة تطورات العلاج واستجابة المريض له، بالإضافة إلى رصد احتمالات ارتجاع الورم بعد عالجه أو استئصاله.


مستضد السرطان CA 15-3 و CA 27.29

يُسمى هذا التحليل بالإنجليزية Cancer antigen 15-3 and CA 27.29 وهما تحليلان أو اختباران لنفس دليل الأورام.


ارتفاع تركيز  CA 15-3 و CA 27.29 في الدم يشير في الأساس إلى احتمال وجود سرطان الثدي وبالتالي فهو مشهور بنسبة أكثر لدى النساء.


يرتفع CA 15-3 و CA 27.29 أيضاً في حالات أخرى مختلفة عن سرطان الثدي مثل سرطان الرئة وسرطان المبايض بالإضافة إلى أورام الثدي الحميدة وبعض أمراض الرحم الأخرى وأيضاً في حالات التهاب الكبد بأنواعه.


الدليل الجيني ALK 

يُسمى هذا التحليل بالإنجليزية ALK gene rearrangements.


ارتفاع هذا الدليل يشير إلى احتمالية أن يكون المريض مصاباً بسرطان الرئة (النوع ذو الخلايا غير الصغيرة Non small cell lung cancer) أو سرطان الغدد الليمفاوية (ليمفوما).


 هذا الدليل لا يُقاس عبر الدم، بل تؤخذ عينة من النسيج.


يُستخدم هذا التحليل فقط لمتابعة استجابة المريض للعلاج وتحديد الخطة النهائية للعلاج المستهدف.


المستضد السرطاني المضغي CEA

هذا الدليل في الإنجليزية يُطلق عليه اسم Carcino-embryonic antigen ويُكتب اختصاراً: CEA، وهو أحد أشهر دلالات الأورام المستخدمة، لكنه غير مُحدد لنوع معين من السرطانات.


ارتفاع تركيز CEA في الدم يُمكن أن يكون سببه نمو سرطاني في القولون أو البنكرياس أو الرئة أو الثدي أو المبايض أو سرطان في نخاع الغدة الدرقية أو ربما ورم في مناطق أخرى.


توجد حالات أخرى غير سرطانية يرتفع فيها تركيز CEA في الدم (ربما بأرقام أصغر) مثل التهاب الكبد والتهاب المفاصل الروماتويدي وأمراض الرئة مثل الانسداد المزمن وفي المدخنين، بالإضافة إلى حالات التهاب البنكرياس.


يستخدم هذا التحليل لأكثر من غرض غير تشخيصي، فهو مهم في تحديد مراحل الورم السرطاني وتحديد إمكانية الاستجابة للعلاج ومتابعة مراحل العلاج بالإضافة إلى رصد حدوث ارتداد للسرطان بعد استئصاله أو علاجه.


مستضد البروستاتا PSA 

هذا المستضد اسمه بالإنجليزية: Prostate specific antigen ويُكتب اختصاراً: PSA وهو مشهور لدى الرجال في أمراض البروستاتا.


من مميزات هذا الدليل أنه خاص بالبروستاتا فقط، وهو يرتفع بأرقام كبيرة في حالات سرطان البروستاتا، كما أنه يرتفع أيضاً (لكن بأرقام أصغر) في حالات تضخم البروستاتا الحميد، وأيضاً في حالة التهاب البروستاتا.


يُستخدم هذا التحليل بشكل روتيني لمرضى تضخم البروستاتا الحميد من كبار السن لرصد أي تغير في الورم الحميد واحتمال تحوله إلى ورم خبيث، كما يُستخدم لرصد ارتجاع الورم السرطاني بعد استئصاله.


لمزيد من التفاصيل الدقيقة حول مستضد البروستاتا PSA، يُرجى الدخول هنـــا


مستضد السرطان 125 / CA-125

هذا الدليل خاص بسرطان المبيض ويرتفع فيه بنسبة كبيرة، وهو تحليل يُجرى عن طريق عينة دم من الوريد. 


يرتفع CA-125 أيضاً في حالات أخرى مثل سرطان الرحم وسرطان قناة فالوب وأيضاً في حالات الورم الليفي الحميد في الرحم ومرض التهاب الحوض، كما يرتفع أيضاً بشكل طبيعي أثناء الحمل.


دلائل أورام أخرى مهمة

الجدول التالي يلخص أهم دلائل الأورام والورم أو المرض الآخر الذي يدل عليه والاستخدامات المختلفة لكل دليل:

دلالة الأورام الورم المحتمل أمراض أخرى يشير إليها ارتفاع الدليل
Beta-2 microglobulin سرطان الدم (اللوكيميا) وسرطان الغدد الليمفاوية (ليمفوما) وأيضاً ورم المايلوما المتعدد يرتفع أيضاً في أمراض الكلى، وهو يستخدم لرصد
BCR-ABL سرطان الدم (ليوكيميا) بنوعيه هذا الدليل خاص فقط بسرطان الدم ولا يرتفع في أمراض أخرى، وهو يستخدم للتشخيص ومتابعة العلاج، ويقاس عبر الدم أو عبر النخاع
كالسيتونين - Calcitonin سرطان نخاع الغدة الدرقية وورم الغدة الحميد يرتفع أيضاً في سرطانات الرئة والدم، لكنه لا يُستخدم في الكشف عنهم
Chromogranin A (CgA) يرتفع هذا الدليل في حالات أورام الغدد الصماء وأورام الأعصاب يعتبر هو التحليل الأدق لتشخيص ومتابعة هذه الأورام
DCP (Des-gamma-carboxy prothrombin) سرطان الكبد هذا التحليل خاص بسرطان الكبد ويستخم للتشخيص والمتابعة، كما يُجرى عادة بالتزامن مع AFP السابق ذكره أعلاه
hCG (Human chorionic gonadotropin) سرطان الخصية وأورام المناسل يرتفع أيضاً أثناء الحمل
HER2 سرطانات الثدي والمعدة وسرطان المريء مهم لتحديد الاستجابة للأدوية التي تعمل ضد مستقبلات HER2


المراجع

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

التهاب دهليز الأنف (فتحة الأنف): أسباب، أعراض، مضاعفات وعلاج

التعريف : التهاب دهليز الأنف هو التهاب الجلد المُغطّي لمدخل الأنف (فتحة الأنف) نتيجة الإصابة بعدوى بكتيرية صديدية أو بسبب التهاب تهيُّجي للجلد وهو يحدث غالباً نتيجة الرشح المزمن من الأنف ويتميز بجفاف وتيبُّس الجلد المغطي لفتحة الأنف الخارجية. ومدخل الأنف (الدهليز) هو المنطقة في بداية كل منخر والتي تحدد بداية الممرات الأنفية ويجب تفرقته من قرحة و دمامل وخراج فتحة الأنف . أسباب التهاب فتحة الأنف التهاب دهليز الأنف هو عدوى في الأساس سببها البكتيريا المكورة العقدية (Staphylococcus aureus). توجد العديد من أنواع البكتيريا في التي تعيش في الأنف بشكل طبيعي ولا تسبب مشاكل، لكنها تنشط وتسبب الالتهاب أو الخراج أو الأشكال الأخرى في وجود العوامل المهيئة، مثل: تكرار نفخ الأنف لفترة طويلة (النف). نتف شعر الأنف، لأنه يسبب جروحاً صغيرة تفتح باباً لدخول العدوى ثقب الأنف لوضع قطع معدنية. خدش الأنف وقد تحدث قرحة بفتحة الأنف تكرار اللعب في الأنف أو حكها  الرشح المزمن من الأنف (سواء بسبب فيروسي أو حساسية). وجود التهاب فيروسي في الأنف أو في أعضاء أخرى (هربس أو الحزام الناري). في دراسة حديثة (أُجريت في...

تحليل CBC صورة الدم الكاملة: شرح وتفسير النتائج بالتفصيل

هذا شرح شامل ومبسط لتحليل صورة دم كاملة (الرموز بالإنجليزية: Complete Blood Count وأيضاً Hemogram أو CBC with Differential) وتفسير النتائج ومعرفة ما تدل عليه والأمراض التي قد تظهر في التحليل وماذا يكشف (يُسمى أيضاً: تعداد دم كامل)، لكن في البداية نود أن نشرح لكم مكونات الدم حتى يتثنى لكم فهم ما ستقرؤنه بعد ذلك. الشرح التالي سيجعلك تستطيع قراءة تحليل CBC أو صورة الدم بسهولة وستتمكن من معرفة معلومات مبدئية عن حالتك الصحية، وستتمكن من اكتشافات اضطرابات جسدية حتى لو لم تظهر أعراضها، كما ستصبح قادراً على تقييم الأنيميا وسيولة الدم ووجود عدوى من غيره. ما مكونات الدم؟ يتكون الدم من عنصرين أساسيين هما "البلازما" وخلايا الدم. البلازما هي السائل الذي تعوم فيه الخلايا (تُسمى أيضاً "مصل الدم"). تتكون البلازما من ماء وبروتينات (مثل الألبيومين والجلوبيولين والفيبرينوجين) وبعض المكونات الأخرى وتمثل البلازما حوالي 50% وأكثر من حجم الدم. خلايا الدم هي الجزء الذي نحن بصدد شرحه في هذا المقال، وهي 3 أنواع رئيسية خلايا الدم الحمراء (RBCs) وخلايا الدم البيضاء (WBCs) والصفائح الدموية (P...

خراج الأنف ودمل داخل الأنف: أسباب، أعراض، علاج ومضاعفات

دمِّل فتحة الأنف (المدخل أو الدهليز من الداخل) هو عبارة عن عدوى بكتيرية تُسبب التهاباً حادّاً في إحدى بُصَيلات الشعر الموجود بفتحة المنخر داخل الأنف، تُسببها البكتيريا المكورة العقدية (staphylococcus aureus) وهي حالة وإن كانت تبدو بسيطة وتُشفى تلقائياً في أغلب الأحيان، إلا أن لها مضاعفات -إن حدثت- فهي غاية في الخطورة نظراً لوقوع تلك المنطقة ضمن مثلث الخطر بالوجه والذي قد تمتد أى عدوى فيه عبر بعض الأوعية الدموية إلى المخ. يجب تفرقته من التهاب دهليز الأنف . في حال عدم علاج خراج الأنف أو الدمل، فإن المريض يكون معرضاً لعدد من المضاعفات شديدة الخطورة مثل الالتهاب الخلوي في الوجه و تخثر الجيب الكهفي  وما يتبعه من ارتفاع كبير في درجة الحرارة والتورم حول العين مع شلل الأعصاب الدماغية أرقام 3 و4 و5 و6 وأغلبهم وظيفته حركة العين والإبصار. الأسباب : غالباً يحدث الدِمّل في الأنف نتيجة لما يلي: كنتيجة لإصابة ميكانيكية مثل خدش الأنف أو جرحها مما يؤدي لدخول البكتيريا سريعاً لتلك المنطقة. في الأطفال نتيجة لعبهم وإدخالهم المتكرر لأصابعهم في أنوفهم. غالباً تكون البكتيريا المكورة العنقودية الذهبية هي ...