ما تضخم البروستاتا؟ هو زيادة حجم غدة البروستاتا عن المعدل الطبيعي لتُصبح أضخم فتتسبب في أعراض مرضية مختلفة، لكن التضخم حميد وليس خبيثاً، أي إنه ليس سرطاناً (بالإنجليزية: Benign Prostatic Hyperplasia اختصاراً BPH)، ويزداد حدوث التضخم كلما تقدم الرجل في العمر.
في الحالة الطبيعية، تمر البروستاتا بمرحلتي نمو رئيسيتين حسب العمر، أما المرحلة الأولى فتبدأ مبكراً عند سن البلوغ حيث يتضاعف حجم غدة البروستاتا استجابةً لهرمون الذكورة، أما المرحلة الثانية فتبدأ عن سن ال25 عاماً وتستمر مدى الحياة، وفي الغالب تبدأ فيها أولى مراحل التضخم الحميد.
ما البروستاتا وما وظيفتها؟
البروستاتا هي غدة شبيهة بحبة "الجوز" وهي جزء من الجهاز التناسلي للرجل، وهي تنمو محيطةً بقناة مجرى البول (مظللة بالأسود في الصورة) وهذا سبب الأعراض التي تنشأ عند تضخمها كما سنشرح لاحقاً.
رسم توضيحي لتأثير تضخم البروستاتا على قناة مجرى البول |
وظيفة البروستاتا الأساس هي إنتاج سائل مكمل ينضم إلى السائل المنوي، هذا السائل مهم للغاية للخصوبة والإنجاب.
تنمو البروستاتا حول عنق قناة مجرى البول تحديداً، والعنق هو الجزء الذي يربط قناة مجرى البول بالمثانة البولية، كما أنها تقع أمام المستقيم مباشرةً ، ويمكن الوصول إليها عبر المستقيم.
ما أسباب تضخم البروستا الحميد؟
السبب الحقيقي للتضخم في البروستاتا مازال غير مفهوم حتى اللحظة، فهو يحدث في الرجال كبار السن، لكنه لا يحدث في الرجال الذين استأصلوا الخصيتين في سن مبكرة، لذلك يعتقد العلماء أن تضخم البروستاتا يعتمد على على هرمون الذكورة الذي تفرزه الخصية، بالإضافة إلى عوامل التقدم في السن.
أثناء حياة الرجل، تنتج الخصيتان هرمون الذكورة (التستوستيرون)، بينما يُنتج جسمه نسبة ضئيلة من هرمون الأنوثة (الإستروجين)، مع التقدم في العمر يقل إنتاج هرمون الذكورة تدريجياً بينما تبقى نسبة الإستروجين (هرمون الأنوثة) كما هي.
يعتقد العلماء أن نقص هرمون الذكورة يُعطي فرصة لهرمون الإستروجين للتأثير على البروستاتا ما يجعل حجمها يزداد كثيراً.
يعتقد علماء آخرون أن زيادة هرمون DHT الذي هو أحد مشتقات هرمون الذكورة هو سبب تضخم البروستاتا لأنه يحفز نمو الخلايا، كما لاحظوا زيادة نسبته كلما تقدم الرجل في العمر. هذا الهرمون أصلاً مسئول عن نمو وتطور البروستاتا في الحالة الطبيعية.
ما أعراض تضخم البروستاتا؟
كما شرحنا أعلاه، تحيط البروستاتا بعنق قناة مجرى البول التي تبدأ من المثانة وتكمل في القضيب، وبالتالي عندما تتضخم فإنها تضغط على القناة والجزء السفلي من المثانة عند الصمام، فتنشأ الأعراض التالية:
- فرط التبول: بمعنى زيادة عدد مرات التبول عن 8 مرات في اليوم
- استعجال التبول: يعني عدم القدرة على تأجيل إفراغ المثانة
- ضعف تيار البول: صعوبة في خروج البول وتقطيع في التيار
- تنقيط بعد الانتهاء من التبول
- تبول ليلي: زيادة عدد مرات الاستيقاظ من النوم للتبول رغم عدم الإصابة بمرض السكر
- احتباس البول: نتيجة زيادة الضغط على عنق مجرى البول فيحدث انسداد جزئي أو شبه كلي
- سلس البول: أو عدم القدرة على التحكم في تفريغ المثانة ونزول البول
- ألم وحرقان أثناء التبول أو ألم بعد قذف المني
- تغير لون ورائحة البول
- ضعف تفريغ المثانة: حيث يتبقى جزء كبير من البول في المثانة بعد التبول
احتباس البول الحاد واكتشاف الأعراض فجأة
كيف يمكن تشخيص تضخم البروستاتا الحميد؟
- تحليل البول: لتحديد وجود دم في البول من عدمه
- تحليل PSA في الدم: هذا الاختبار مهم جداً في حالات تضخم البروستاتا، فهو أحد تحاليل دلالات الأورام الذي يمكنه استبعاد وجود ورم سرطاني في البروستاتا (هذا البروتين ترتفع نسبته كثيراً في حالة نمو ورم خبيث، لكنه يرتفع لأسباب أخرى أيضاً غير سرطان البروستاتا)
- آشعة تلفزيونية: يطلب أخصائي المسالك البولية آشعة بالموجات فوق الصوتية على البطن والحوض لتحديد حجم البروستاتا وإمكانية تسببها في انسداد بمجرى البول وهل يؤثر الانسداد على الكلية أم لا. قد يطلب الطبيب إجراء الآشعة التلفزيونية عبر فتحة الشرج
- منظار المثانة: إذا شك الطبيب في نتيجة الآشعة أو كان تحليل PSA مرتفعاً قليلاً، أو لم يفلح العلاج في تخفيف الأعراض، يلجأ إلى إجراء منظار المثانة لتأكيد التشخيص
- أخذ عينة: يمكن أخذ عينة عبر المنظار وإرسالها إلى معمل الباثولوجيا لفحصها إذا شك الطبيب في وجود ورم خبيث
ما مضاعفات التضخم الحميد للبروستاتا؟
- احتباس البول الحاد: إذا لم يُفرّغ الاحتباس فإنه يمكن أن يؤثر على الكلى ويسبب فشلاً كلوياً حاداً
- احتباس مزمن: يكون الانسداد ليس كلياً ويستمر الاحتباس الجزئي لفترة طويلة
- تكرار التهابات مجرى البول نتيجة ركود البول في المثانة لفترة طويلة
- فشل كلوي: يحدث إذا استمر الاحتباس الكامل للبول لفترة طويلة
- تدمير المثانة: نظراً لإنهاك قدرتها على الانقباض نتيجة تكراره لتفريغ البول
- حصوات المثانة: يتسبب ركود البول وضعف التفريغ في تكون حصى بالمثانة
- التحول السرطاني: يمكن أن يتحول التضخم الحميد إلى ورم سرطاني بمرور الوقت، ويجب المتابعة بعمل تحليل PSA كل 6 أشهر لاستبعاد التحول الخبيث
علاج تضخم البروستاتا
أدوية علاج تضخم البروستاتا
- مضادات ألفا (Alpha blockers): مثل تامسولين وتامسول (Tamsuline) ودوكسازوسين (Cardura) وتيرازوسين (Hytrin) وغيرهم، تلك الأدوية تعمل عن طريق إغلاق مستقبلات "ألفا" العصبية، وبالتالي تسمح بارتخاء عضلات البروستاتا وعضلات الصمام الموجود في عنق المثانة مما يفتح الطريق لتفريغ المثانة لما بها من بول وتقليل أعراض الانسداد. يعتبر Tamsul 0.4mg هو الأكثر استخداماً بينهم ويُعطى بجرعة كبسولة واحدة يومياً قبل النوم.
- فيناسترايد (Finasteride): ينتمي هذا العقار إلى مجموعة تُسمى "5-alpha reductase inhibitor" ووظيفتها هي منع إنتاج هرمون DHT السابق ذكره كأحد مسببات تضخم البروستاتا، ويمكن لهذا العقار تقليل حجم البروستاتا المتضخمة فعلاً في بعض الحالات، لكن هذه المجموعة مفعولها أبطأ في الظهور من "مضادات ألفا"، وتصلح فقط في حالات التضخم المتوسط والبسيط. من بين أفراد تلك المجموعة أيضاً دوتاستيريد (Dutasteride).
- العلاج الثنائي: خلصت العديد من الدراسات الطبية إلى أن المزج بين عقارين مختلفين لعلاج تضخم البروستاتا يحقق نتائج أفضل من عقار واحد، كما أنه يُحسّن جودة الحياة. من أشهر الثنائيات "فيناستيريد مع كاردورا" و "دوتاستيريد مع تامسول". يُمكن أيضاً المزج بين مضادات ألفا ومضادات المستقبلات الباراسمبثاوية كعلاج ثنائي ناجح خصوصاً في حالات سلس البول أو الاستعجال أو فرط نشاط المثانة.
علاج الحالات غير المستجيبة للعلاج الدوائي بدون جراحة
- الاستئصال بالإبرة عبر الإحليل: يستخدم الطبيب منظار المثانة للوصول إلى البروستاتا، ويستخدم إبرة في طرف المنظار من أجل تسليط ترددات إشعاعية تولّد حرارة تستخدم لتدمير أنسجة البروستاتا المتضخمة، مع وجود دروع لحماية أنسجة المثانة.
- العلاج الحراري بالميكروويف (Transurethral microwave thermotherapy): تتم هذه التقنية عبر الإحليل (قناة مجرى البول) أيضاً باستخدام الموجات الدقيقة التي يتم تسليطها من خلال قسطرة بولية لتدمير أنسجة البروستاتا في مناطق محددة، تلك الموجات تولد طاقة حرارية كافية لقتل أنسجة البروستاتا، ويُستخدم نظام تبريد لحماية المثانة من تلك الحرارة العالية.
- تقنية الموجات فوق الصوتية عالية الطاقة: يُدخل الطبيب مجسة سونار ذات تردد عالي الطاقة عبر فتحة الشرج وتسليطها على أنسجة البروستاتا المتضخمة لاستئصالها.
- تقنية العلاج بالماء الساخن: في بعض الحالات يُمكن إدخال قسطرة في قناة مجرى البول ثم نفخ بالونة في منطقة البروستات ومن ثم تسليط الماء الساخن لتدمير أنسجة البروستاتا المحيطة.
- دعامة البروستاتا: في هذه التقنية يُدخل طبيب المسالك دُعامة صغيرة عبر قناة مجرى البول لتقوية المنطقة المسدودة عند عنق المثانة، وبعد تثبيتها تنتفخ الدعامة وتدفع أنسجة البروستاتا بعيداً فتسمح للبول بالخروج وتختفي أعراض الانسداد.
الحل الجراحي وعملية استئصال البروستاتا
- في حالة فشل العلاج بالأدوية أو فشل العلاج غير الجراحي بالتقنيات السابق شرحها
- في حال كانت الأعراض شديدة وتؤثر على جودة حياة المريض
- في حالة ظهور أي من المضاعفات الخطرة السابق ذكرها
- استئصال البروستاتا بالمنظار عبر قناة مجرى البول
- استئصال البروستاتا بالليزر
- الجراحة المفتوحة لاستئصال البروستاتا
- الشق الجراحي للبروستاتا عبر الإحليل (قناة مجرى البول)
تعليقات
إرسال تعليق