حرقان البول هو الشعور بألم حاد عند التبول يُشبه لسعة النار يجعل المريض يتبول بصعوبة بالغة، وهو علامة على وجود اضطراب أو مرض معين في جزء من مسار المسالك البولية، وهو عَرَض شائع الحدوث في النساء خصوصاً المتزوجات (في عمر 20-50 سنة)، لكنه يحدث أيضاً للرجال وفي أي مرحلة عمرية.
ومن الناحية الفسيولوجية، ينشأ حرقان البول نتيجة تهيُّج منطقة المثلث العصبي في المثانة أو تهيج جدار الإحليل (قناة مجرى البول)، كما أن تهيج المثلث العصبي للمثانة ينتج عنه تكرار انقباض عضلاتها مما يؤدي إلى تكرار الشعور بالرغبة في التبول في فترات قصيرة. وفي هذا المقال سنشرح بالتفصيل جميع أسباب حرقان البول والأعراض المصاحبة له، بالإضافة إلى طريقة تشخيص كل سبب بسهولة وأفضل طريقة علاج.
أسباب حرقان البول
رغم أن العدوى البكتيرية هي أشهر سبب لحرقان البول، إلا أن هناك الكثير من المسببات الأخرى، والتفاصيل كالتالي:
- التهاب المثانة وقناة مجرى البول: هذا هو السبب الأكثر شيوعاً، وهو منتشر بنسبة كبيرة بين النساء خصوصاً بعد انقطاع الطمث، ويُصيب الرجال أيضاً خصوصاً المصابون بمرض تضخم البروستاتا الحميد.
- التهابات المسالك البولية: أي التهاب في الجهاز البولي يُمكن أن ينتقل إلى المثانة ومنها إلى الإحليل ويُسبب حرقاناً شديداً في البول، ويشمل ذلك التهابات الكلية والحالب أيضاً.
- التهابات المهبل: خصوصاً العدوي الفطرية مثل فطريات الكانديدا، وغالباً يُصاحبها إفرازات مهبلية بيضاء أو مصفرّة، وهي تُسبب حكة مهبلية وهرش متكرر بالإضافة إلى الحرقان أثناء التبول.
- الأمراض المنقولة جنسياً: العديد من الأمراض التي تنتقل عبر الاتصال الجنسي تسبب حرقان البول أيضاً مثل السيلان، الهربس التناسلي و الكلاميديا، وهي أيضاً تكون مصحوبة بإفرازات مهبلية وآلام عند الجماع وهرش وحكة متكرر بالمهبل.
- حصوات المثانة والحالب والكلية: خصوصاً الحصوات الرملية الصغيرة التي تُسبب تهيجاً شديداً في المسالك البولية عندتحركها واحتكاكها بجدران تلك الأعضاء.
- التهاب المثانة الغير بكتيري، مثل التهيج الكيميائي
- التغيرات التي تحدث في المهبل بعد انقطاع الطمث (انقطاع الدورة الشهرية عند النساء) نتيجة نقص إفراز هرمون الإستروجين
- ممارسة نشاطات ركوب الخيل وركوب الدراجات
- حساسية المهبل ضد الصابون المعطر وحمام الرغاوي أو مناديل التنشيف أو الدش المهبلي أو موانع الحمل
- كأحد الآثار الجانبية لبعض الأدوية (الكورتيزون مثلاً) والمكملات الغذائية
- أورام المثانة والمسالك البولية والتناسلية
التشخيص، كيف أعرف سبب حرقان البول؟
- هل بدأ الألم والحرقان فجأة، أم تطور تصاعدياً؟
- هل توجد أعراض أخرى مصاحبة للحرقان (سنذكر أمثلة لتلك الأعراض لاحقاً)؟
- هل الحرقان يكون في بداية تيار البول أم في نهايته؟
- هل تيار البول يكون سليماً أم متقطعاً؟
- هل يوجد تنقيط للبول بعد انتهاء التفريغ؟
- هل يلاحظ المريض تكرار رغبته في التبول على غير العادة؟ وهل يصاحبه صعوبة في بدء تيار البول؟
- ألم في الجنب أو في كلا الجانبين من الأعلى: يكون في حالة حصوات الكلية أو التهاب الكلى وأيضاً الحالب
- الحمى: ارتفاع درجة الحرارة قد يكون أحد علامات التهاب الكلية وهو حالة خطيرة تستوجب زيارة الطبيب في أقرب وقت
- إفرازات: سواء من فتحة قناة مجرى البول أو من المهبل، حيث إن إفرازات المهبل ربما تكون هي السبب، وعلاجها يكون مختلفاً لأنها في الغالب فطريات وليست بكتيريا، وحتى الأمراض المنقولة جنسياً تُعالج بمضادات حيوية مختلفة عن تلك التي تعالج التهابات المثانة والمسالك.
- دم في البول: يحدث في حالات حصى المثانة والمسالك البولية والتهاب الكلى والتهابات قناة مجرى البول
- تغيُّر لون البول: أو وجود رغاوي، هذا من علامات صديد البول أو وجود حصوصات في المسالك البولية
متى يجب زيارة الطبيب؟ علامات الخطر
- إذا ارتفعت درجة حرارة المريض
- إذا شعر بألم متواصل في الجنب أو في كلا الجنبين
- إذا كان المريض قد شعر بهذا الحرقان بعد إجرائه لمنظار أو عملية في المسالك البولية
- إذا كان المريض يعاني أمراض تُسبب ضعف المناعة مثل السكر
- إذا كان المريض ذكراً
- إذا كان الشخص معروفاً بوجود تشوهات خلقية في مجاري البول
دليل علاج حرقان البول بالتفصيل
- في حالة كان السبب هو التهاب المثانة أو القناة البولية: يكون العلاج بالمضاد الحيوي وغالباً يكون من مجموعة "كينولون" مثل "سيبروفلوكساسين" أو "تافاسين"، هذا إذا كان الصديد في تحليل البول أقل من 100 خلية، أما إن كان الصديد أكثر من 100 خلية فيجب عمل مزرعة بول لتحديد المضاد الحيوي المناسب.
- في حال كان السبب فطريات مهبلية: يكون العلاج بساتخدام مضاد فطريات مثل "ديفلوكان"، "فلوكورال" أو نستاتين أقراص، أو استخدام اللبوس المهبلي.
- إذا كان السبب هو مرض السيلان (أحد الأمراض المنتقلة جنسياً): يكون العلاج بمضاد حيوي حقن وغالباً يكون "سيفترياكسون" 250 مج أو 500 مج لجرعة واحدة مع إضافة أقراص "أزيثروميسين".
- إذا كان السبب هو حصوات المثانة أو الحالب أو الكلية: يجب عمل سونار آشعة مقطعية أولاً لتحديد حالة الكلية ومكان الحصوة وتأثيرها على الكلية، وإن كانت صغيرة ولا تحتاج للتدخل الجراحي أو المنظار يمكن استعمال بعض الأدوية مثل "يوريفين فوار" أو "يوروسولفين" فوار بالإضافة إلى "رواتينكس" أو "يورينيكس" كبسولات، وفي حصوات اليوريات يُفضّل تعاطي فوار "يورولايت - Uro lyte".
هل يمكن الوقاية من حرقان البول؟
- شرب الماء: تناول كميات كبيرة من المياه يومياً يُساعد في علاج التهاب مجرى البول والحصوات والأملاح لكنه يمكن أن يكون وقائياً في الأشخاص غير المرضى ويقلل تركيز البول الذي يعتبر عاملاً مساعداً لتكون الحصوات.
- المسح من الأمام للخلف: عند الانتهاء من البراز والتبول يجب أن يكون اتجاه التنظيف بالمنديل من الأمام للخلف وليس العكس منعاً لنقل بكتيريا فتحة الشرج إلى فتحة مجرى البلو خصوصاً في النساء.
- التبول بعد الجماع: من المهم التبول بعد الممارسة الجنسية لطرد البكتيريا التي تخرج من المهبل إلى فتحة قناة مجرى البول.
- تجفيف المناسل: من المهم أن تبقي المرأة المناطق الحساسة جافة دائماً وتبديل الفوط أولاً بأول.
المراجع
- Dysuria | Painful Urination
- All about Dysuria
- Dysuria | American family physician
تعليقات
إرسال تعليق