التخطي إلى المحتوى الرئيسي

الخوف من التخدير | كل ما يجب أن تعرفه عن البنج

يعتبر علم التخدير من أهم العلوم الانسانية ولا يستطيع انسان أن يتخيل كيف كان من الممكن إجراء هذا الكم من العمليات الجراحية- البسيطة والمعقدة- بدون وجود هذا العلم الساحر بالصورة التي عليها الآن والتي تتطور يوما بعد يوم.

أهمية المعرفة بالتخدير ودوره

الخوف-من-التخدير
لكن ذكر التخدير أو البنج عادة مايثير الرهبة والخوف في نفس المريض والمحيطين به ما يتنافي مع الوظيفة الأساسية لهذا الطبيب وهي ضمان سلامة وراحة المريض قبل وأثناء وبعد العمليات الجراحية مما يضمن له رحلة سالمة وهادئة وتجربة لايخشى من تكرارها مستقبلا( لا قدر الله ) إذا اقتضت الظروف.

وبمتابعه كثير من المرضي حول غرفة العمليات قد نجد مايبرر هذا الخوف...فاغلب الناس يعرف طريقة عمل طبيب الامراض الباطنة بالسماعه المميزة او صور اشعه الصدر...لكن طبيب التخدير فلا يعلم عنه احد الكثير او حتي القليل  وقد يعزي ذلك لما تشمله عملية التخدير عادة من فقدان للاحساس او الوعي او كليهما فهو دكتور البنج الغامض !
وتاتي اهمية التعرف علي هذا العمل الهام لانه يعتبر مكون اساسي لاغلب العمليات  الجراحية.. ويمتد ايضا الي كثير من الاجراءات الاخري... كالاشعة التشخيصية ومناظير الجهاز الهضمي وغيرها من المجالات.
كشف هذا الغموض سيساعد الكثير علي الثقة في فريق عمل التخدير ومن ثم تقليل القلق والتوتر المصاحب لرحلة العلاج والي قد يكون له تاثير كبير ويؤدي احيانا الي الغاء الاجراء نهائيا.

أصل التخدير أو البنج:

الاصل في اللغة  ان التخدير بمعني تعطيل الاحساس وكلمة البنج الدارجة ايضا تعني التخدير
والتخدير بالنجليزية الامريكية Anesthesia  وتتكون من مقطعين بمعني عدم الاحساس. وقد ظهرت الحاجه الي البنج في العصور القديمة حيث استخدم الفراعنة الاعشاب والنباتات المسكنة لاحداث حالة من الخدر كما استخدم الشراب المسكر والخمور في الحضارة العربية والعصور الوسطي في اوروبا لاحداث حالة من تغييب الوعي لاجراء عمليات مؤلمة كالبتر والكي وغيرها.

أقسام وانواع التخدير:

يشتمل التخدير بممارساته الحديث علي انواع وطرق مختلفة يتم الاختيار بينها بعد التواصل مع فريق الجراحة والمريض لاختيار الانسب منها بما يلائم حالة المريض والاجراء الجراحي المطلوب ويشمل :

التخدير العام : او البنج الكلي (General anesthesia):

وفيها يؤثر العقار المستخدم علي المخ مما يحدث حاله الغياب عن الوعي (anesthesia ) اضافة الي فقدان القدرة علي استرجاع ذاكرة الاحداث (Amnesia ) مع تسكين للالم ( Analgesia ) وعاده ما يكون مصحوبا بارتخاء للعضلات ( Muscle Relaxation ).
 

التخدير الناحي:(Regional Anesthesia):

ويشمل بصورة اساسية التخدير النصفي سواء بالتخدير فوق الجافية ( Epidural Anesthesia) وهي من اكثر الاساليب المستخدمة في عمليات الولادة ( قسطرة الابديورال) وايضا التخدير داخل السحايا (Intrathecal ) وهوالطريقة المعروفة لعامة الناس بالنج النصفي.

التخدير الموضعي (Local Anesthesia): 

وتشمل حقن العقار المخدر بالمكان المراد تخديره وعادة تستخدم للاجراءات السطحية كالجلد.

تخدير الاعصاب الطرفية (Peripheral Nerve Block): 

وتشمل ادخال العقار المخدر في جزء من مسار العصب المغذي لطرف من الاطراف مثل الطرف العلوي او جزء منه كالعضد او الساعد او كف اليد وكذلك بالنسبة للطرف السفلي مما يتيح ظروف مثاليه للاجراء الجراحي و قدرة هائلة علي التسكين بدون التاثير المباشر لدواء البنج علي المخ والقلب والرئتين وسائر الاعضاء الحيوية وهو ما يمثل ثورة هائلة في ممارسة التخدير.

التهدئة (Sedation):

وهي احداث حاله من الهدوء للمريض وبدرجات متفاوته في التاثير سواء علي الجهاز العصبي او الجهاز الدوري ( القلب والدورة الدموية ) ولابد من عملها بواسطه طبيب التخدير المتمرس وقد تحتاج الي توصيل اجهزة معينة لمتابعة العمليات الحيوية للمريض ( قياس نسبة تشبع الاكسجين- رسم القلب و غيرها).

نصائح ذهبية :

إن التواصل الفعال بين المريض وطبيب التخدير قبل العمليات الجراحية وطرح جميع التساؤلات والمخاوف التي قد تكون محل حوف وقلق واتاخة الفرصة للطبيب للرد عليها بشكل سليم هو اساس الممارسة السليمة لكي يتم اختيار انسب الطرق للبنج.

كما ان الشفافية و المصارحة بكل المشاكل( كارتفاع الضط الشرياني ومرض السكري وخلافه ) والعادات الصحية ( مثل تعاطي ادويه بصورة مستمرة او الادمان ) المتعلقة بالمريض هي اساس كي يتم تحديد طريقة وادوية التخدير المناسبة لضمان عملية امنه وسليمة.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

التهاب دهليز الأنف (فتحة الأنف): أسباب، أعراض، مضاعفات وعلاج

التعريف : التهاب دهليز الأنف هو التهاب الجلد المُغطّي لمدخل الأنف (فتحة الأنف) نتيجة الإصابة بعدوى بكتيرية صديدية أو بسبب التهاب تهيُّجي للجلد وهو يحدث غالباً نتيجة الرشح المزمن من الأنف ويتميز بجفاف وتيبُّس الجلد المغطي لفتحة الأنف الخارجية. ومدخل الأنف (الدهليز) هو المنطقة في بداية كل منخر والتي تحدد بداية الممرات الأنفية ويجب تفرقته من قرحة و دمامل وخراج فتحة الأنف . أسباب التهاب فتحة الأنف التهاب دهليز الأنف هو عدوى في الأساس سببها البكتيريا المكورة العقدية (Staphylococcus aureus). توجد العديد من أنواع البكتيريا في التي تعيش في الأنف بشكل طبيعي ولا تسبب مشاكل، لكنها تنشط وتسبب الالتهاب أو الخراج أو الأشكال الأخرى في وجود العوامل المهيئة، مثل: تكرار نفخ الأنف لفترة طويلة (النف). نتف شعر الأنف، لأنه يسبب جروحاً صغيرة تفتح باباً لدخول العدوى ثقب الأنف لوضع قطع معدنية. خدش الأنف وقد تحدث قرحة بفتحة الأنف تكرار اللعب في الأنف أو حكها  الرشح المزمن من الأنف (سواء بسبب فيروسي أو حساسية). وجود التهاب فيروسي في الأنف أو في أعضاء أخرى (هربس أو الحزام الناري). في دراسة حديثة (أُجريت في...

تحليل CBC صورة الدم الكاملة: شرح وتفسير النتائج بالتفصيل

هذا شرح شامل ومبسط لتحليل صورة دم كاملة (الرموز بالإنجليزية: Complete Blood Count وأيضاً Hemogram أو CBC with Differential) وتفسير النتائج ومعرفة ما تدل عليه والأمراض التي قد تظهر في التحليل وماذا يكشف (يُسمى أيضاً: تعداد دم كامل)، لكن في البداية نود أن نشرح لكم مكونات الدم حتى يتثنى لكم فهم ما ستقرؤنه بعد ذلك. الشرح التالي سيجعلك تستطيع قراءة تحليل CBC أو صورة الدم بسهولة وستتمكن من معرفة معلومات مبدئية عن حالتك الصحية، وستتمكن من اكتشافات اضطرابات جسدية حتى لو لم تظهر أعراضها، كما ستصبح قادراً على تقييم الأنيميا وسيولة الدم ووجود عدوى من غيره. ما مكونات الدم؟ يتكون الدم من عنصرين أساسيين هما "البلازما" وخلايا الدم. البلازما هي السائل الذي تعوم فيه الخلايا (تُسمى أيضاً "مصل الدم"). تتكون البلازما من ماء وبروتينات (مثل الألبيومين والجلوبيولين والفيبرينوجين) وبعض المكونات الأخرى وتمثل البلازما حوالي 50% وأكثر من حجم الدم. خلايا الدم هي الجزء الذي نحن بصدد شرحه في هذا المقال، وهي 3 أنواع رئيسية خلايا الدم الحمراء (RBCs) وخلايا الدم البيضاء (WBCs) والصفائح الدموية (P...

خراج الأنف ودمل داخل الأنف: أسباب، أعراض، علاج ومضاعفات

دمِّل فتحة الأنف (المدخل أو الدهليز من الداخل) هو عبارة عن عدوى بكتيرية تُسبب التهاباً حادّاً في إحدى بُصَيلات الشعر الموجود بفتحة المنخر داخل الأنف، تُسببها البكتيريا المكورة العقدية (staphylococcus aureus) وهي حالة وإن كانت تبدو بسيطة وتُشفى تلقائياً في أغلب الأحيان، إلا أن لها مضاعفات -إن حدثت- فهي غاية في الخطورة نظراً لوقوع تلك المنطقة ضمن مثلث الخطر بالوجه والذي قد تمتد أى عدوى فيه عبر بعض الأوعية الدموية إلى المخ. يجب تفرقته من التهاب دهليز الأنف . في حال عدم علاج خراج الأنف أو الدمل، فإن المريض يكون معرضاً لعدد من المضاعفات شديدة الخطورة مثل الالتهاب الخلوي في الوجه و تخثر الجيب الكهفي  وما يتبعه من ارتفاع كبير في درجة الحرارة والتورم حول العين مع شلل الأعصاب الدماغية أرقام 3 و4 و5 و6 وأغلبهم وظيفته حركة العين والإبصار. الأسباب : غالباً يحدث الدِمّل في الأنف نتيجة لما يلي: كنتيجة لإصابة ميكانيكية مثل خدش الأنف أو جرحها مما يؤدي لدخول البكتيريا سريعاً لتلك المنطقة. في الأطفال نتيجة لعبهم وإدخالهم المتكرر لأصابعهم في أنوفهم. غالباً تكون البكتيريا المكورة العنقودية الذهبية هي ...