تخثر الجيب الكهفي (بالإنجليزية: Cavernous sinus thrombosis) هو التهاب في الجيب الوريدي الكهفي ناتج عن امتداد العدوى من مثلث الخطر بالوجه، وهو أحد أخطر الاضطرابات التي تُصيب الدماغ لاتصاله بالمخ وكون نسبة الوفيات بين المصابين به تصل إلى 30%، هذا فضلاً عن مضاعفاته الخطيرة والتي تُصيب العينين والأعصاب الدماغية أيضاً.
ويحدث خثار الجيب الكهفي عندما تتكون جلطة يمكنها أن تسد الوريد (الجيب) الكهفي الذي يسير في تجويف خاص خلف العين وتحت المخ مباشرةً، ووظيفة الجيب الكهفي هي نقل الدم غير المؤكسد من الوجه والدماغ وإعادته إلى القلب (البطين).
ما أسباب تخثر الجيب الكهفي؟
ينشأ خثار الجيب الكهفي في معظم الحالات نتيجة امتداد أو انتشار العدوى من عضو قريب منه وخصوصاً في منطقة "مثلث الخطر في الوجه"، وتشمل احتمالات الأماكن التي يمكن أن تمتد منها العدوى ما يلي:- بشرة جلد الوجه، الأنف ومقدمة الرأس (عن طريق الوريد الوجهي الأمامي)
- التهاب الجيوب الأنفية (عن طريق الضفيرة الوريدية القريبة)
- من التهاب النسيج الخلوي حول مدار العين (عبر أوردة العين)
- التهابات البلعوم الصديدية مثل التهاب اللوز وغيره (عبر الضفيرة الوريدية القريبة)
- الالتهاب المزمن للأذن الوسطى (تخثر الجيب الجانبي) وهذا نادر الحدوث
- من التهابات الأسنان
- في حالات نادرة، يمكن أن يحدث تخثر الجيب الكهفي نتيجة خبطة أو صدمة عنيفة للوجه
في خطوة دفاعية، يعمد الجهاز المناعي إلى تكوين جلطة في الجيب الكهفي ليسده ويمنع انتشار العدوى (البكتيريا أو الفيروس) إلى المستوى الأعلى في المخ، لكن ذلك الانسداد للأسف يُسبب ارتفاع ضغط المخ مع إمكانية قتل خلاياه وبالتالي حدوث شلل أو فقدان لبعض الحواش أو حتى الموت.
الأعراض
يمكن أن تشمل أعراض تخثر الجيب الكهفي ما يلي:
- ارتفاع درجة الحرارة، ارتعاش، شحوب الوجه والاعتلال العام، فقدان الشهية والغثيان
- صداع شديد غالباً ما يكون مصحوباً بالدموع مع زغللة وازدواج الرؤية
- تورم واحمرار وألم حول العينين
- تدلي جفون العينين
- عدم القدرة على تحريك العين
- ألم أو وخز في محيط الوجه وخصوصاً حول العينين
- إجهاد وإنهاك عام
- احتمالية فقدان البصر
- نوبات تشنج
- اضطرابات في الوعي وفي سلامة الدماغ تتراوح بين الارتباك والغيبوبة
العلامات (كشف الطبيب)
- تورم وانتفاخ الجفن العلوي.
- جحوظ العين (يمكن أن تكون نابضة).
- تورم واحمرار ملتحمة العين
- شلل عضلات العين (حال إصابة الأعصاب الدماغية رقم 3 و4 و6).
- فحص قاع العين: التهاب وتورم العصب البصري.
الفحوصات المطلوبة لتأكيد التشخيص
- صورة دم كاملة وسرعة ترسيب: زيادة أعداد خلايا الدم البيضاء المسئولة عن المناعة، وزيادة سرعة الترسيب
- آشعة مقطعية على المخ مع الصبغة
- آشعة بالرنين المغناطيسي على المخ: تحسم التشخيص
- تحليل عينة من السائل النخاعي
آشعة مقطعية توضح تخثر الجيب الكهفي |
مضاعفات تخثر الجيب الكهفي
يجب التوضيح أن خثار الجيب الكهفي من الأمراض شديدة الخطورة ونسبة الوفيات فيه تزيد عن 30%، بمعنى أن كل 3 مصابين بهذا المرض يموت منهم واحد.
بعض الحالات التي تُعطى العلاج السليم أيضاً يمكن أن تحدث لهم بعض المضاعفات الدائمة.
ومن بين المضاعفات الشائعة لتخثر الجيب الكهفي ما يلي:
- مشاكل الإبصار: من أشهر المضاعفات وأكثرها شيوعاً، بعض المرضى يعانون من اضطرابات دائمة وضعف إبصار دائم بعد انتهاء الالتهاب، أما فقدان البصر الدائم فهو وارد لكنه غير شائع.
- انتشار الجلطات: يمكن أن تنتشر أو تنشأ الجلطات في أماكن أخرى في الجسم مثل جلطات الساق (DVT) وجلطات الرئة وجلطات المخ.
- امتداد الإصابة للعين الأخرى عبر الوصلات بين الجيوب.
- التهاب الأغشية السحائية (الأغشية المغطية لنسيج المخ) والتهاب وتخثر أوردة المخ الداخلية.
- تسمم الدم: وهذا هو الأخطر على الأطلاق ونسبة الوفاة فيه عالية جداً.
- الوفاة: معدل الوفاة 30%.
خطة العلاج
لا يمكن علاج تخثر الجيب الكهفي في المنزل أو كمريض عيادة خارجية، بل يجب حجز المريض في المستشفى لتلقي العلاج المناسب، والذي يشمل الخطوط الأساسية التالي ذكرها.
المضادات الحيوية
- المضادات الحيوية هي حجر الزاوية في علاج خثار الجيب الكهفي.
- يجب بدء تعاطي المضاد الحيوي المناسب في أسرع وقت ممكن، حتى لو لم تظهر نتائج التحاليل التي تحدد نوع البكتيريا.
- إذا أثبتت التحاليل فيما بعد أن التخثر ليس سببه بكتيريا، يمكن إيقاف المضادات الحيوية
- معظم الحالات تحتاج لخطة علاج مكثفة بالمضادات الحيوية لبضع أسابيع
- يتم إعطاء المضادات الحيوية بالحقن عبر الوريد
مضادات التجلط
الهدف من إعطاء المريض مضاداً للتجلط هو الحماية من وصول الجلطات إلى المخ أو إلى الأعضاء الأخرى، ومضادات التجلط هي أدوية تزيد سيولة الدم وتمنع تخثره ومن أمثلتها "هيبارين"، "كليكسان" وغيرهم ويتم إعطاءها عبر الحقن في الوريد في المستشفى.
بعض المرضى قد يحتاجون لتعاطي أقراص مضادة للتجلط بعد الخروج من المستشفى لبضعة أسابيع (الطبيب المعالج هو الذي يحدد المدة).
الكورتيزون
معظم الحالات تحتاج إلى العلاج بواسطة ما يسمى "كورتيكوستيرويد" وهو الكورتيزون ومشتقاته، سواء عن طريق الحقن في الوريد أو العضل أو الأقراص عبر الفم أو كشراب.
الكورتيزون يساعد في تخفيف التورم وتقليل آثار الالتهاب كما أنه يسكن الألم.
كم مدة علاج تخثر الجيب الكهفي؟
في الغالب يصف الأطباء العلاج لأسابيع عديدة، خصوصاً المضادات الحيوية للتأكيد على أنه تم القضاء على البكتيريا المسببة للمرض تماماً، وعدم إعطاء فرصة لأي احتمالات لا يمكن التحكم فيها فيما بعد.
تعليقات
إرسال تعليق