التخطي إلى المحتوى الرئيسي

أورام الأنف والجيوب الأنفية الحميدة: أسباب، أعراض وعلاج

الأورام الحميدة في الأنف والجيوب الأنفية هي كتل تنمو بشكل غير طبيعي في أماكن مختلفة وتُسبب أعراضاً مرضية لكنها لا تنتشر في الأعضاء المجاورة ولا إلى بقية أجزاء الجسم عكس الأورام السرطانية الخبيثة، ورغم ذلك فإنه فور اكتشافها يجب استئصالها بالكامل لمنع تحولها لسرطانات في المستقبل.

تبدأ أورام الأنف الحميدة من الأنف نفسها، بينما تبدأ أورام الجيوب الأنفية الحميدة في تجويف الجيوب نفسها، للتفاصيل الكاملة عن ورم البلعوم الأنفي الحميد: من هنا.

وهذه الأورام رغم كونها "حميدة" وليست بالخطورة نفسها التي تسببها الأورام السرطانية، إلا أن لها معدل ارتداد (أي أنها تعود للنمو مجدداً بعد استئصالها) يقارب معدل ارتداد الأورام الخبيثة.
أورام الأنف والجيوب الأنفية


نسبة انتشار أورام الأنف الحميدة وأورام الجيوب: نادرة (فمثلاً يتم تشخيص 2000 حالة فقط كل سنة في الولايات المتحدة)، وحوالي 60-70% من هذه الأورام تحدث في الجيب الفكي في الخد، وحوالي 20-30% في تجويف الأنف والنسبة الباقية موزعة بين بقية الجيوب.

أعراض أورام الأنف والجيوب الأنفية الحميدة 

توجد أعراض عامة مشتركة لأغلب أورام الأنف أو أورام الجيوب الأنفية الحميدة نذكرها في القائمة التالية وبعد ذلك يأتي تفصيل أعراض كل نوع منفرداً.

من المهم معرفة أن الأورام الحميدة يمكن أن تكون بدون أعراض نهائياً، لكن عندما تظهر أعراض فهي لا تخرج عن التالي:
  • احتقان دائم أو انسداد بالأنف خصوصاً إذا كان في ناحية واحدة (منخر واحد) لا يخف بالأدوية المعروفة
  • ألم مستمر في مقدمة الرأس أو عند الخدود أو في الأنف أو حول العينين حسب مكان الجيب الأنفي المصاب
  • إفرازات خلفية متكررة في البلعوم
  • تشوش الرؤية أو ازدواج الرؤية
  • فقدان حاسة الشم أو التذوق أو كليهما
  • تنميل أو وخز في الوجه أو في الأسنان
  • ظهور كتلة متورمة في الوجه أو في الأنف أو في الأسنان
  • تكرار نزول الدموع من العينين بدون سبب
  • صعوبة في فتح الفم
  • تكرار التهابات الأذن
  • ضعف السمع

أسباب أورام الأنف والجيوب

تنتشر أورام الأنف وأروام الجيوب الأنفية في الرجال أكثر من النساء، وأكثر نسبة حدوث للأورام تكون في المرحلة العمرية 50-60 سنة.

أسباب والعوامل المساعدة على ظهور تلك الأورام تشمل:

  • التدخين وخصوصاً تدخين التبغ يعتبر من أهم أسباب حدوث أورام الأنف والجيوب جنباً إلى جنب مع أورام الجهاز التنفسي
  • التعرض للأتربة الناتجة عن نشر الخشب أو الجلود أو المنسوجات 
  • استنشاق أبخرة الصمغ والفومالدهيد والمذيبات والنيكل والكروم
  • فرك الكحول والراديوم المشع
الابتعاد عن عوامل الخطورة السابق سردها يخفض نسبة الإصابة بتلك الأورام كثيراً.

تصنيف وأنواع الأورام الحميدة في الأنف والجيوب


أ. أورام ظهارية

أي تخرج من الطبقة الظهارية (الطلائية) أو الغشاء المبطن للأنف والجيوب الأنفية، وهي نوعان:

  • الورم الحليمي
  • الورم الغُدّي 

ب. أورام غير ظهارية

  • الورم الوعائي الحميد.
  • الورم العظمي الحميد.
  • أورام ليفية-عظمية.
  • الورم الغضروفي.
  • الورم العصبي (من الطبقة الخارجية للعصب).
تقرير مفصل لأشهر الأورام الحميدة واكثرها حدوثاً في الأنف

1. الورم العظمي الحميد


أنواعه الباثولوجية:
  1. النوع المضغوط "العاجي": شائع الحدوث في الجيب الجبهي الأمامي (مقدمة الرأس).
  2. النوع الإسفنجي: وهو شائع الحدوث في الجيب الغربالي.
أماكن حدوثه: ينمو في الجزء الذي يبرط بين الغشاء العظمي والعظم الغضروفي للجيب حيث بقايا نسيج العظام منذ مرحلة الجنين.

نسبة حدوثه: يحدث بنسبة أكبر في الإناث أكثر من الرجال، كما أنه شائع في منطقة الشرق الأوسط.
بعض الحالات يكون لديها أورام حميدة أخرى في الأمعاء في نفس التوقيت (متلازمة جاردنر).

أعراضه:
  • لا تظهر له أعراض في معظم الحالات ويتم اكتشافه بالصدفة أثناء الفحص.
  • ورم ذو نمط نمو بطييء ولا يسبب ألماً.
  • قد تحدث بعض الأعراض إذا زاد حجم الورم نتيجة ضغطه على الأعضاء المجاورة مثل الصداع، جحوظ العين وتدهور الرؤية بالإضافة إلى انسداد الأنف.
العلامات (فحص الطبيب):
  • ورم صلب لكنه محدد الحواف.
  •  قد يستطيع الطبيب مشاهدة الورم من الأنف.
الفحوصات المطلوبة: آشعة عادية (إكس راي) وآشعة مقطعية.

العلاج: 
  • يتم استئصال الورم كلياً إذا كانت له أعراض.
  • يتم الاستئصال إما بالمنظار وإما عن طريق الفتح الجراحي.

2. الورم التليّفي 


التعريف: هذا لا يعتبر ورماً حقيقياً، بل هو مرض غامض يُصيب العظام حيث يحل نسيج ليفي محل نسيج العظام الطبيعي ويُضعف تكوين شبكة العظام. وهو مجهول السبب ويُعتقد أنه بسبب خلل أثناء التكوين الجنيني.

نسبة وتوزيع حدوثه:
  • يُشكّل نسبة 2.5% من كل أورام العظام.
  • يحدث غالباً بين العقدين الأول والثاني من العمر (10-20 سنة).
  • ينتشر في النساء بنسبة أكبر من الرجال.
الباثولوجيا: طبقاً لمكان حدوثه يُمكن أن يكون:
  1. أُحادي: يحدث في مكان واحد فقط، بالنسبة للرأس، تكون منطقة الفك العلوي هي الأكثر حدوثاً.
  2. متعدد: ينمو في أكثر من مكان بالجسم، في أكثر من عظمة وغالباً على ناحية واحدة من الجسم. قد يكون مصحوباً بتصبغ جلدي واضطرابات في الغدد الصماء مثل البلوغ المبكر ومرض السكري أو فرط نشاط الغدة الدرقية (متلازمة أولبرايت).
  • بعد البلوغ يُصبح نمو الورم بطيئاً، ويتوقف نموه تماماً بعد اكتمال نضج العظام.
  • هذا الورم لا يتحول إلى سرطان إلا في حالة واحدة فقط وهي تعرضه للإشعاع.
  • من الناحية الخلوية، يحتوي الورم على خليط من خلايا العظام ونسيج ليفي.
الأعراض:
ورم بطيء النمو غير مؤلم، يتواجد غالباً في الفك العلوي ويُسبب:
  •  تشوّه في منظر الفك.
  • تباعد الأسنان عن بعضها.
  • انسداد الأنف.
  • جحوظ العين.
  • ألم في الوجه وفقدان الإحساس في بعض مناطقه في حال إصابة الثقب تحت مدار العين.
  • يُلاحظ الطبيب بالفحص وجود ورم غير محدد الحواف وغير مؤلم عند لمسه وملمسه عظمي صلب.
الفحوصات التشخيصية:
  • آشعة عادية (إكس راي): تظهر زيادة كثافة عظام الوجه في الآشعة وتكون شبيهة بالزجاج.
  • نسبة إنزيم "ألكالاين فوسفاتيز" في الدم تكون مرتفعة.
  • آشعة مقطعية بالصبغة أو رنين مغناطيسي
  • المسح الذري للعظام يظهر زيادة الامتصاص في المنطقة المصابة.
العلاج: 
  • بما أن المرض يقل تدريجياً ويتوقف نموه تماماً بعد البلوغ، فإنه لا يحتاج إلى علاج إلا إذا تسببب في أعراض.
  • الاستئصال المحدود (قرقضة) يُجرى في الحالات التي يكون فيها الورم كبيراً ويسبب تشوهاً وأعراض أخرى بسبب ضغطه على ما يجاوره.

3. الورم الحليمي

يكون عبارة عن ثؤلول (بثرة) مكونة في الأساس من الخلايا الحرشفية وينمو من طبقة الجلد في دهليز الأنف، ويظهر للطبيب عبارة عن ثؤلول ذو عنق (منطقة ضيقة في الأسفل) وعلاجه الوحيد هو الاستئصال الكلي جراحياً.

4. الورم الوعائي الحميد

أورام-الأنف-الحميدة

من الناحية الباثولوجية، يوجد ثلاثة أنواع من هذا الورم، وهم كالتالي:

أ. الورم الوعائي الشُعيري: 
  • عبارة عن سليلة (لحمية) أنفية لونها أحمر مزرقّ على الحاجز الأنفي وتسبب رعافاً (نزيفاً) متكرراً.
  • يتم علاجه عن طريق الاستئصال جراحياً مع كيّ قرنية الأنف تماماً، وربما يُستخدم الليزر.
بـ. الورم الوعائي الكهفي
  • أكثر شيوعاً في الأطفال، ويخرج من الجدار الخارجي للأنف وبالأخص منطقة قرنية الأنف السفلى والوسطى.
  • يُسبب رُعاف (نزيف أنفي) وقد يُسبب انسداد الأنف إذا كان كبيراً.
  • العلاج يكون بالاستئصال إما جراحياً أو عن طريق الليزر.
جـ. تمدد الشعيرات المتعدد الوراثي
يُطلق عليه مرض أوسلر-ريندو أيضاً.
  • عبارة عن تشوّه خلقي في الأوعية الدموية وله أسباب وراثية.
  • ينتشر بين أفراد العائلة بالوراثة.
  • قد يشمل أوعية الأنف، الشفاه، الوجه، الطبقة المخاطية لتجويف الأنف، اللسان، البلعوم والحنجرة.
  • يُسبب رعاف متكرر.
  • يتم علاجه بالاستئصال الجراحي أو بالليزر.     

المراجع

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

التهاب دهليز الأنف (فتحة الأنف): أسباب، أعراض، مضاعفات وعلاج

التعريف : التهاب دهليز الأنف هو التهاب الجلد المُغطّي لمدخل الأنف (فتحة الأنف) نتيجة الإصابة بعدوى بكتيرية صديدية أو بسبب التهاب تهيُّجي للجلد وهو يحدث غالباً نتيجة الرشح المزمن من الأنف ويتميز بجفاف وتيبُّس الجلد المغطي لفتحة الأنف الخارجية. ومدخل الأنف (الدهليز) هو المنطقة في بداية كل منخر والتي تحدد بداية الممرات الأنفية ويجب تفرقته من قرحة و دمامل وخراج فتحة الأنف . أسباب التهاب فتحة الأنف التهاب دهليز الأنف هو عدوى في الأساس سببها البكتيريا المكورة العقدية (Staphylococcus aureus). توجد العديد من أنواع البكتيريا في التي تعيش في الأنف بشكل طبيعي ولا تسبب مشاكل، لكنها تنشط وتسبب الالتهاب أو الخراج أو الأشكال الأخرى في وجود العوامل المهيئة، مثل: تكرار نفخ الأنف لفترة طويلة (النف). نتف شعر الأنف، لأنه يسبب جروحاً صغيرة تفتح باباً لدخول العدوى ثقب الأنف لوضع قطع معدنية. خدش الأنف وقد تحدث قرحة بفتحة الأنف تكرار اللعب في الأنف أو حكها  الرشح المزمن من الأنف (سواء بسبب فيروسي أو حساسية). وجود التهاب فيروسي في الأنف أو في أعضاء أخرى (هربس أو الحزام الناري). في دراسة حديثة (أُجريت في 201

قطرة أذن | أهم القطرات للأذن وشرح طريقة استخدام كل نوع

تعتبر قطرة الأذن والنقط من ضمن أكثر الأدوية الموضعية استعمالاً خصوصاً عند الأطفال، لذلك يوجد العديد من أنواع القطرات لكل أمراض الأذن وأعراضها، خصوصاً اضطرابات القناة السمعية، منهم قطرة مسكنة للألم والوجع، وقطرة معقمة مضادة للالتهاب وقطرات مضاد حيوي ومضاد فطريات. في هذا التقرير، يكتب لكم طبيب متخصص في جراحة الأنف والأذن والحنجرة، عن أنواع قطرات الأذن والنقط بالتفصيل من حيث دواعي استعمال كل قطرة والكيفية الصحيحة لاستخدامها والجرعة الصحيحة للقطرات والآثار الجانبية وأضرار كل منها. الطريقة الصحيحة لوضع قطرة الأذن من الأفضل أن يكون معك شخص يُساعدك على وضع قطرة الأذن بشكل صحيح، لأن هذا يساعد في جعل الخطوات صحيحة وأسهل، وتكون الخطوات كالتالي: اغسل يديك جيداً بالماء والصابون ابدأ بتنظيف أذنك بقماشة نظيفة برفق، ثم نشّفها جيداً يُنصح بتدفئة زجاجة القطرة لتصل إلى درجة حرارة الغرفة،عن طريق مسكها براحة اليد لبضع دقائق كما بالصورة إذا كانت القطرة من النوع " المعلق المعكر "، يُرجى رجّها جيداً لمدة 10 ثوان افحص طرف المقطر جيداً (الفتحة التي ينزل منها السائل) وتأكد أنه غير مشقق اقلب الزجاجة وا

خراج الأنف ودمل داخل الأنف: أسباب، أعراض، علاج ومضاعفات

دمِّل فتحة الأنف (المدخل أو الدهليز من الداخل) هو عبارة عن عدوى بكتيرية تُسبب التهاباً حادّاً في إحدى بُصَيلات الشعر الموجود بفتحة المنخر داخل الأنف، تُسببها البكتيريا المكورة العقدية (staphylococcus aureus) وهي حالة وإن كانت تبدو بسيطة وتُشفى تلقائياً في أغلب الأحيان، إلا أن لها مضاعفات -إن حدثت- فهي غاية في الخطورة نظراً لوقوع تلك المنطقة ضمن مثلث الخطر بالوجه والذي قد تمتد أى عدوى فيه عبر بعض الأوعية الدموية إلى المخ. يجب تفرقته من التهاب دهليز الأنف . في حال عدم علاج خراج الأنف أو الدمل، فإن المريض يكون معرضاً لعدد من المضاعفات شديدة الخطورة مثل الالتهاب الخلوي في الوجه و تخثر الجيب الكهفي  وما يتبعه من ارتفاع كبير في درجة الحرارة والتورم حول العين مع شلل الأعصاب الدماغية أرقام 3 و4 و5 و6 وأغلبهم وظيفته حركة العين والإبصار. الأسباب : غالباً يحدث الدِمّل في الأنف نتيجة لما يلي: كنتيجة لإصابة ميكانيكية مثل خدش الأنف أو جرحها مما يؤدي لدخول البكتيريا سريعاً لتلك المنطقة. في الأطفال نتيجة لعبهم وإدخالهم المتكرر لأصابعهم في أنوفهم. غالباً تكون البكتيريا المكورة العنقودية الذهبية هي المس