التخطي إلى المحتوى الرئيسي

أسباب مرض السكري النوع الأول والثاني وسكر الحمل والوراثة

سبب حدوث داء السكر يختلف من شخص لآخر حسب التركيبات الجينية والتاريخ العائلي والعوامل العرقية (فروق بين سلالات البشر) والصحة العامة والظروف البيئية المحيطة، ولا يوجد سبب ثابت لكل أنواع السكري فالنوع الأول له أسباب مختلفة عن الثاني وكلاهما يختلف من حيث المسببات عن سكر الحمل.

ونظراً لأهمية وخطورة مرض السكري كواحد من أكثر الأمراض المزمنة انتشاراً وتأثيراً على الصحة العامة للفرد والمجتمع، وتأثيراً حتى على جودة حياة الفرد، فإن هذا المقال مخصص لتفنيد أسباب السكري حتى يحاول القاريء تجنب ما يمكن تجنبه منها.

ما أسباب مرض السُكّري النوع الأول؟

لازال السبب الحقيقي لمرض السكر من النوع الأول مبهماً ولم تستطع الأبحاث حتى اليوم تفسير حدوثه بشكل قاطع، لكنها توصلت إلى بعض الفرضيات والأسباب المحتملة وبعضها تم إثباته بالتجارب وهي كالتالي:


  • اضطراب مناعي: بسبب خلل في الجهاز المناعي تحدث مناعة ذاتية ضد خلايا البنكرياس وتحديداً ضد خلايا "بيتا" المسئولة عن إفراز هرمون الإنسولين (المسئول الأول عن أيض الجلوكوز) فيتم تكسير تلك الخلايا بواسطة الأجسام المضادة المناعية، وبالتالي يرتفع الجلوكوز في الدم ولا يُفرز الإنسولين اللازم لأيضه.
  • السبب السابق منتشر بشكل أكبر في دول الشرق الأوسط، ويُسمى في هذه الحالة "النوع الأول- أ" (Type 1A).
  •  النوع الأول- ب: يحدث فيه تكسير لخلايا البنكرياس بدون أي سبب واضح مفهوم ولم يتوصل العلماء لمعرفته حتى اليوم، وهو الأكثر شيوعاً في دول شرق آسيا (Type 1B).

  • بعض النظريات افترضت أن أحد أسباب حدوث مرض السكري هو إطعام الطفل أي شيء غير لبن الأم في الشهور الأولى لولادته قبل بلوغه 4-6 أشهر من عمره، أو أن يرضع الطفل لبن جاموس أو بقر بديلاً عن الرضاعة الطبيعية قبل بلوغه سنةً كاملةً من عمره، لكن للأمانة لم يتم إثبات تلك النظريات بنسبة 100% حتى الآن.


    • ما هو دور العامل الوراثي في الإصابة بالسكري؟

      عندما فحص العلماء الخرائط الجينية للبشر، وركزوا على ما يُسمّى "HLA" وهي جينات مسئولة عن المناعة ضد الأخطار الخارجية وهي مميزة لكل خلية بشرية لنفس الشخص ويختلف تركيبها تماماً من شخص لآخر بما يُشبه البصمة الوراثية، عندما فحصوها لاحظوا شيئاً مبهماً ومثيراً للتأمل.

      فقد اكتشف الباحثون وجود نوعين من العناصر الجينية في تلك الجينات، أحدهما مسئول عن حماية الشخص من الإصابة بمرض السكري (الأشخاص الذين يحملون هذا التركيب الجيني لا يُصابون بالنوع الأول من السكري) وتم تسمية تلك المجموعة "الجينات الوقائية" لأنها تحمي صاحبها من المرض.

      أما المجموعة الجينية الأخرى فلاحظوا أن من يمتلكها فإنه معرض للإصابة بداء السكري النوع الأول في حياته وسمّوها "الجينات الحرجة" بما يعني أن من يحملها سوف يصاب في الغالب بالنوع الأول للسكري في وقت ما، لكنهم لم يستطيعوا تحديد سبب ظهور هذه المجموعات الجينية بعد ولا أسباب اختلاف التركيب من شخص لآخر.

      ما هي العوامل المحفزة لظهور مرض السكري؟

      • الالتهابات الفيروسية: وأشهرها "Enteroviruses" وهي من العوامل التي تُحفّز ظهور السكر فقط لكنها لا تُسببه، وتوجد فيروسات أخرى محفزة مثل الالتهاب الكبدي الوبائي "أ" وفيروس الجديري المائي.
      • الطقس البارد: بدون سبب واضح يزداد ظهور أعراض مرض السكري واكتشاف حالات الإصابة في فصل الشتاء عن الصيف.

      أسباب النوع الثاني من مرض السكر

      ينشأ النوع الثاني من السكري غالباً نتيجة لتجمع عدد من العوامل المُسببة، بمعنى وجود أكثر من سبب أو عامل مُهييء في الوقت نفسه، وفي الغالب يكون الشخص المُصاب بهذا النوع لديه تاريخ عائلي إيجابي للنوع الثاني، والأسباب كالتالي:

      • السمنة: زيادة الوزن تعتبر أحد أهم العوامل الممهدة للإصابة بمرض السكري.
      • نمط الحياة: الأشخاص الذين يعيشون حياةً راكدة ولا يُمارسون أنشطة رياضية أو ما شابه معرضون بنسبة أكبر للإصابة بالسكري.
      • النظام الغذائي: انتشر السكري في بلادنا العربية في الفترة الأخيرة أساساً بسبب السلوك الغذائي الخطأ.
      • بعض الأمراض تُمهد لظهور السكري.
      • التقدم في العمر يُعد أحد العوامل المُمهدة.

      كل ما سبق يُعتبر عوامل ممهدة وليست أسباب في حد ذاتها، لكن تواجدها لدى شخص معرض جينياً للسكري (لديه تاريخ وراثي لهذا النوع) يجعله عرضةً للمرض في أي وقت خصوصاً مع تقدم العمر، وإن كان السكري بدأ بالانتشار في الأعمار الصغيرة أيضاً.

      ما هي أسباب سُكّري الحمل؟

      الأسباب الفعلية لارتفاع تركيز الجلوكوز في الدم أثناء الحمل (سكر الحمل) غير معروفة علمياً، ولم يتم تفسيره حتى اليوم لكن توجد بعض العوامل المُهيئة المؤكدة التي تؤدي لظهور أعراض السكري أثناء الحمل، وهي كالتالي:

      • وجود تاريخ عائلة لسكر الحمل (إصابة أحد من أقارب المريضة بسكري الحمل في الماضي).
      • السمنة المفرطة للحامل.
      • الإصابة بمرض تكيسات المبيض قبل الحمل.
      • الحمل في طفل وزنه زائد عن الطبيعي.
      • أسباب عرقية: بعض السلالات أكثر عُرضة للإصابة بسكر الحمل أكثر من السلالات الأخرى.

      أسباب عامة لمرض السكري وأمراض تزيد نسبة حدوثه

      • التهاب البنكرياس: من المعروف أن الالتهاب في البنكرياس يرفع احتمالية الإصابة بمرض السكري، وكذلك استئصال أجزاء منه.
      • متلازمة تكيسات المبيض: كون سبب حدوث تلك المتلازمة هو حدوث مقاومة للإنسولين ناتجة عن السِمنة وهو ما يزيد احتمالية إصابة تلك المريضة بالسكري.
      • متلازمة كوشينج: في هذه المتلازمة يزيد إنتاج هرمون الكورتيزون بشكل مفرط ومن ضمن تأثيرات الكورتيزون رفع نسبة الجلوكوز في الدم وهو ما قد يُمهد لاستهلاك البنركياس وحدوث مرض السكري.
      • الورم الجلوكاجوني: هرمون الجلوكاجون له تأثير مضاد للإنسولين تماماً أي إنه يزيد نسبة الجلوكوز في الدم، ويوجد بينهما توازن في الجسم في الحالات الطبيعية، لكن في حالة حدوث ورم جلوكاجوني تزيد نسبة الجلوكاجون وينهار هذا التوازن مما يؤدي لحدوث السكري.
      • الكورتيزون: نوع نادر من السكري يحدث نتيجة تناول أدوية الكورتيزون لفترات طويلة بشكل مزمن.

      ما الأدوية التي يمكن أن تسبب مرض السكر؟

      بعض الأدوية يمكن أن تسبب ضرراً لخلايا بيتا في جزر لانجرهانز بالبنكرياس المسئولة عن إنتاج الإنسولين وبالتالي يحدث مرض السكري، تشمل تلك الأدوية ما يلي:

      • نياسين (أحد أنواع فيتامين B3)
      • بعض أنواع مدرات البول (تستخدم لعلاج ارتفاع ضغط الدم)
      • مضادات نوبات الصرع
      • بعض أدوية علاج الأمراض النفسية
      • أدوية علاج مرض الإيدز
      • بنتاميدين (أحد أدوية علاج الالتهاب الرئوي)
      • الكورتيزون ومشتقاته
      • مثبطات المناعة التي تُعطى لزارعي الأعضاء لتمنع الجسم من رفض ومهاجمة العضو المزروع
      • مضادات الكوليستيرول ترفع نسبة السكر قليلاً لكنها تحمي من أمراض القلب وعليه فإن الطبيب يوازن بين الفوائد والأضرار ويختار الأصلح للمريض.
      المراجع

      تعليقات

      المشاركات الشائعة من هذه المدونة

      قراءة تحليل الكوليسترول والدهون وشرح الرموز والأرقام

       تحليل الكوليسترول هو أحد الفحوصات الأكثر طلباً من الأطباء خصوصاً في تخصص الباطنة والقلب والهدف منه اكتشاف ومتابعة تطورات أمراض القلب والأوعية الدموية وبعض حالات مرض السكري وهو يقيس الكوليسترول بنوعيه النافع والضار والنسبة بينهما بالإضافة إلى الدهون الثلاثية. هذا التقرير نشرح فيه بالتفصيل كيفية الإعداد لعمل تحليل الكوليسترول وتحليل الدهون الثلاثية وأسباب ارتفاع وانخفاض الكوليسترول وكيفية قراءة نتيجة التحليل ومعاني الرموز LDL و HDL وTG والنصائح والإجراءات اللازمة للحفاظ على مستوى صحي من دهون الدم. ما فائدة تحليل الكوليسترول والدهون ولماذا يطلبه الأطباء؟ يطلب أطباء الباطنة والقلب تحاليل الدهون الثلاثية والكوليسترول لأكثر من سبب أهمها تفييم الحالة العامة للقلب والأوعية الدموية ومتابعة ارتفاع ضغط الدم وأيضاً مرض السكر. قائمة الحالات التي يُطلب فيها تحليل الكوليسترول أو تحليل الدهون الثلاثية أو كليهما تشمل: حالات الفحص الدوري للاطمئنان على الصحة العامة والتأكد من مستويات الدهون في جسمك وما إن كنت محتاجاً لضبط النظام الغذائي أو لا. للمتابعة الدورية إذا تم تشخيصك باضطراب تمثيل الدهون أو ارتف

      إثبات علمي جديد: الرضاعة الطبيعية تنقل المحتوى الوراثي بالكامل من الأم للرضيع

      خلُصت دراسة علمية حديثة أجراها باحث تركي ونُشرت في أهم موقع طبي أمريكي عالمي للرسائل العلمية "ncbi" و PubMed ونال عنها الباحث درجة الدكتوراة، خلصت إلى التأكيد من جديد على فرضية أن التركيب الجيني الوراثي ينتقل من الأم لرضيعها عبر اللبن الطبيعي أثناء الرضاعة إلى كل خلية من خلايا جسمه بواسطة الحمض النووي الدقيق المكتشف حديثاً mRNA، علماً بأن حرف "m" هو اختصار لكلمة "micro" وليس "messanger". وقام الباحث بتحليل عينات من لبن الكثير من الأمهات واكتشف وجود حويصلات دقيقة تشبه الفيروس (تحت المجهر)، تلك الحويصلات تحتوي على نسخ من الحمض النووي الدقيق mRNA ولها القدرة على عكس عملية تصنيع الحمض، وتبين أنها تحتوي على ما يقارب 14000 نسخة من هذا الحمض. وكانت العديد من الدراسات قد أثبتت مؤخراً أن تلك الحويصلات الدقيقة يُمكنها نقلها إلى خلايا جديدة بطريقة "الالتقام" وأن الحمض النووي الدقيق RNA الموجود بداخلها يُمكن أن تتم ترجمته داخل الخلايا الجديدة لإنتاج حمض نووي جديد DNA فعّال ويعمل بشكل طبيعي. وحسب الأبحاث، فإن نسبة كبيرة من المحتوى الوراثي للثدييات (

      التهاب دهليز الأنف (فتحة الأنف): أسباب، أعراض، مضاعفات وعلاج

      التعريف : التهاب دهليز الأنف هو التهاب الجلد المُغطّي لمدخل الأنف (فتحة الأنف) نتيجة الإصابة بعدوى بكتيرية صديدية أو بسبب التهاب تهيُّجي للجلد وهو يحدث غالباً نتيجة الرشح المزمن من الأنف ويتميز بجفاف وتيبُّس الجلد المغطي لفتحة الأنف الخارجية. ومدخل الأنف (الدهليز) هو المنطقة في بداية كل منخر والتي تحدد بداية الممرات الأنفية ويجب تفرقته من قرحة و دمامل وخراج فتحة الأنف . أسباب التهاب فتحة الأنف التهاب دهليز الأنف هو عدوى في الأساس سببها البكتيريا المكورة العقدية (Staphylococcus aureus). توجد العديد من أنواع البكتيريا في التي تعيش في الأنف بشكل طبيعي ولا تسبب مشاكل، لكنها تنشط وتسبب الالتهاب أو الخراج أو الأشكال الأخرى في وجود العوامل المهيئة، مثل: تكرار نفخ الأنف لفترة طويلة (النف). نتف شعر الأنف، لأنه يسبب جروحاً صغيرة تفتح باباً لدخول العدوى ثقب الأنف لوضع قطع معدنية. خدش الأنف وقد تحدث قرحة بفتحة الأنف تكرار اللعب في الأنف أو حكها  الرشح المزمن من الأنف (سواء بسبب فيروسي أو حساسية). وجود التهاب فيروسي في الأنف أو في أعضاء أخرى (هربس أو الحزام الناري). في دراسة حديثة (أُجريت في 201