التعريف: الناسور الفموي الغاري أو الفمي الجيبي هو اضطراب حيث يُصبح الجيب الفكي العلوي مفتوحاً على تجويف الفم عبر فتحة غير طبيعية مغطاة بطبقة من الخلايا الظهارية (غشاء مخاطي) وبالتالي يصبح الفم متصلاً بالجيب الأنفي الفكي، وهو اضطراب مختلف عن الاتصال الفموي-الجيبي العادي الذي يُمكن أن يترك دون علاج إلا إذا تحول إلى ناسور.
ورغم أن الكثير من حالات الاتصال الفموي الغاري، وفي غياب العدوى والالتهاب، يمكن أن تُترك بدون علاج وستلتئم تلقائياً بدون تدخل جراحي، إلا أن حالات الناسور الفموي الغاري لا تلتئم تلقائياً إذا حدث نمو للخلايا الظهارية (التي تتحرك من الفم تجاه الناسور) وتكونت فوقها طبقة مخاطية.
أسباب حدوث الناسور الفموي-الغاري
- أثناء خلع الضرس الأول أو السنة القاطعة الثانية (نسبة 48% من الحالات)، وهذا يحدث بنسبة أكبر في الأشخاص المولودين ولديهم تقارب كبير بين جذور الضروس والأسنان ومدخل الجيب الفكي (أحد الجيوب الأنفية).
- أثناء استئصال تكيُّس الأسنان جراحياً
- أثناء إجراء عمليات جراحية جذرية في "الغار" والجيب الأنفي
- في حوادث الجروح النافذة بالوجه والفك
- التهاب عظام وعضلات الوجه
- مرض الزُهري
- سرطان الفك العلوي والتكيسات في الجيوب
يحتاج الناسور الفموي الغاري 7-8 أيام حتى يكتمل نمو الخلايا الظهارية ويتحول إلى ناسور مزمن.
أعراض الناسور الفموي الجيبي
يذهب المريض للعيادة في أغلب الأحوال بسبب معاناته من ارتجاع المأكولات، خصوصاً الدهنية منها، من أنفه أثناء تناوله المعتاد للطعام، أما القائمة الكاملة للأعراض فهي تشمل ما يلي:
- غالباً يذكر المريض أنه أجرى عملية خلع أسنان أو ضروس مؤخراً
- ارتجاع المواد الغذائية الدهنية من الأنف أثناء تناول الطعام
- إفرازات كريهة الرائحة من إحدى فتحتي الأنف (أحد المنخرين)
- يُعاني المريض من الشعور بمذاق سييء في فمه طوال الوقت
- تغير نغمة الصوت نتيجة تغير رنين الأنف
- صعوبة شفط المشروبات بالشفاطة
- ظهور صوت صفير عند التحدث
- يمكن أن يشعر المريض بوجع عند منطقة الأسنان القواطع
لاحقاً ومع تطور المرض، تظهر لحمية (سليلة) في الغار ويمكن رؤيتها من الفم.
بعض المرضى يمكن ألا يعانوا أي أعراض إذا كان الناسور دقيقاً.
علامات الناسور الفموي الجيبي
العلامات التالية يراها الطبيب أثناء الفحص في العيادة:
- قد يستطيع الطبيب مشاهدة الناسور بالعين المجردة من داخل تجويف الفم إذا كان حجم الناسور كبيراً بما يكفي، أما الناسور الصغير فيمكن رؤيته عبر اختبار نفخ الأنف مع إغلاقها وفتح الفم ويجربه طبيب الأنف والأذن في العيادة، حيث يظهر صوت صفير أثناء خروج الهواء من الأنف إلى الفم عبر الناسور، ويمكن أن تظهر فقاقيع وبعض الدم والمخاط
- يمكن أن يرى الطبيب إفرازات صديدية أو صديدية-مخاطية خارجة من الناسور إلى الفم
- ممنوع على الطبيب إدخال مجسات أو أي شييء داخل الناسور
- آشعة مقطعية على الأنف والجيوب الأنفية
- آشعة عادية (إكس راي) بانوراما
علاج الناسور الفموي الجيبي (الغاري)
يعتمد العلاج في الأساس على توقيت التشخيص وحجم الناسور.
- الناسور الصغير (أقل من 2 ملليمتر) يمكن أن تلتئم تلقائياً
- إذا تم اكتشاف الناسور فور حدوثه أثناء الجراحة يتم تخييطه جراحياً فوراً
- أما إذا تم اكتشاف الناسور في وقت متأخر (بعد أن تكون الخلايا الظهارية قد غطته) يكون التصرف كالتالي:
- إذا كان حجم الناسور أقل من 1 سم: يتم كشط الحواف الميتة وإعادة تخييط الجرح بخيوط جراحية عادية
- إذا كان حجم الناسور أكبر من 1 سم: يتم كشط الحواف وتغطية فتحة الناسور من ناحية الفم بوضع قطعة من الفم أو الصدغ عليها (ترقيع بواسطة Flap)
في كل الحالات: يجب علاج التهاب الجيوب الأنفية قبل البدء في أي إجراء جراحي وذلك لتحسين النتائج، ويتم ذلك إما عن طريق المضادات الحيوية أو غسول الأنف أو عن طريق المناظير.
تحضير المريض للعملية
إذا تقرر إجراء عملية جراحية لترقيع الناسور، فيجب تنظيف الجيب الفكي تماماً عن طريق الري بمحلول ملح ثم الري بمحلول ملح مضافاً إليه اليود، وتُكرر عملية الري والتنظيف حتى يخرج السائل رائقاً ونقياً تماماً.
تعليمات ما بعد العملية
ينبه الطبيب على المريض بعدم تناول أطعمة جافة ولا نواشف بعد العملية مباشرةً لحين التئام الجرح، وتُستبدل النواشف بمأكولات طرية ومشروبات كثيرة، مع التأكيد على ضرورة استخدام نصف الفم السليم في الأكل وعدم ملامسة الطعام لجرح العملية.
يجب أيضاً الامتناع عن أي أنشطة يكنها زيادة الضغط داخل الجيوب الأنفية مثل الرياضات العنيفة.
ممنوع نفخ الأنف ولا النف ولا العطس لمدة أسبوعين بعد العملية.
تعليقات
إرسال تعليق