ما هو التهاب الأنف الضموري (التعريف)؟ هو التهاب مزمن غير-محدد (من ناحية الميكروب المسبب) يصيب الطبقة المخاطية للأنف ويتميز بحدوث ضمور تدريجي مطّرد لخلايا الطبقة المخاطية الداخلية ويمتد حتى يصل إلى عظام الأنف الواقعة تحت تلك الطبقة. ويمكن تصنيفه لنوعين: أولّي وثانوي، ويحدث الالتهاب الضموري نتيجة لأحد الأسباب التالي ذكرها.
في معظم الحالات، يصيب التهاب الأنف الضموري كلا المنخرين معاً، وهو مرض ذو مضاعفات تؤثر على جودة حياة المريض، لكنه لا يهدد حياته، وهو يستجيب للعلاج بأكثر من خطة كما سيأتي الشرح في نهاية هذا التقرير.
ما أسباب التهاب الأنف الضموري؟
يوجد نوعان من التهاب الأنف الضموري، هما الضمور الأولي والضمور الثانوي، وهذا المرض يصيب النساء بنسبة أكبر من الرجال، ويمكن أن يحدث في أي مرحلة عمرية.
أ. أسباب الضمور الأولي:
يحدث الضمور الأولي من تلقاء نفسه بدون تمهيد وبلا مرض سابق وغير معروف السبب، لكن توجد بعض العوامل التي يُعتقد أن ترفع نسبة الإصابة بالتهاب الأنف الضموري، مثل:
- عوامل وراثية: حيث ينتشر المرض في أفراد عائلات معينة.
- اختلال أداء بعض الغدد (مشكلة هرمونات): حيث من المعروف عن المرض أنه يبدأ مع سن البلوغ ويصيب الإناث أكثر من الذكور.
- عوامل عرقية: السلالة البيضاء أكثر عُرضة للإصابة بالمرض من السلالات داكنة البشرة خصوصاً البلاد الواقعة حول خط الاستواء.
- سوء التغذية: خصوصاً نقص فيتامينات "أ" ونقص فيتامين د وعنصر الحديد.
- عدوى (ميكروب): الإصابة ببكتيريا "كليبسييلا أوزاينا" Klebsiella ozaena.
- اضطرابات مناعية: العدوى الفيروسية أو بعض الإصابات غير المعروفة قد تتسبب في تهييج الجهاز المناعي لتطوير مناعة ذاتية ضد الطبقة المخاطية للأنف فتعمل على ضمورها.
ينتشر الضمور الأولي في الدول الفقيرة والدول النامية بنسبة أكبر من الدول المتقدمة.
بـ. أسباب الضمور الثانوي
الضمور الثانوي هو الذي يحدث كنتيجة (ثانوية) لأحد الأمراض أو بسبب عمليات جراحية سابقة، وتتمثل أسبابه في:
- بعض أنواع البكتيريا التي تُسبب "حبيبات" وما شابه مثل الزهري (بكتيريا تريبونيما) والسل
- العلاج الكيماوي لأمراض الأنف
- كأحد مضاعفات إجراء عمليات جراحية بعظام الأنف
- حوادث الأنف
- تعرض الأنف للإشعاع أو العلاج الإشعاعي
بعض العوامل التي تساعد على حدوث التهاب الأنف الضموري الثانوي تشمل:
- الانحراف الشديد في الحاجز الأنفي
- إدمان المخدرات المشمومة مثل الكوكايين
ما الذي يحدث في الإلتهاب الضموري من الناحية الباثولوجية؟
- يحدث تحول لخلايا الطبقة المخاطية للأنف إلى النوع "الحرشفي".
- بسبب حدوث انسداد تام للشرايين النهائية المُغذية لها، يحدث ضمور في الطبقة المخاطية بالإضافة إلى عظام الأنف وحتى الغدد المخاطية.
أعراض وعلامات الالتهاب الضموري
مشكلة مرض التهاب الأنف الضموري أنه يسبب تلف وضمور في الطبقة المخاطية مما يُضعف الشم لدى المريض، لكنه في الوقت نفسه يُسبب رائحة كريهة في الأنف نتيجة موت الخلايا والقشور المتراكمة والصديد، وهو ما يجعل رائحة المريض كريهة ورائحة النفَس كريهة جداً رغم أن المريض نفسه لا يشمها إطلاقاً، وبالتالي لا يشعر بالمشكلة.
- انسداد الأنف: رغم أن تجويف الأنف يكون متسعاً لكن يحدث الانسداد إما بسبب الإفرازات والرشح المتراكم داخل الأنف، أو بسبب فقدان الإحساس نتيجة لضمور النهايات العصبية للأنف ما يجعل المريض لا يشعر بدخول الهواء.
- إفرازات: تتراكم بالأنف إفرازات مائلة للون الأخضر ورغم ذلك قد لا يشمها المريض أساساً بسبب ضمور حاسة الشم لديه.
- رعاف: نزيف من الأنف، قد يحدث النزيف عندما تجف الإفرزات ويتم إزالتها.
- ضعف حاسة الشم.
- عندما يفحص الطبيب المريض: يلاحظ ضمور الطبقة المخاطية المبطنة للأنف وضمور عظام الأنف الداخلية
- يلاحظ الطبيب أيضاً اتساع مساحة تجويف الأنف وامتلائه بالقشور الجافة المائلة للون الأخضر والإفرازات
شكل القشور في التهاب الأنف الضموري |
طريقة علاج التهاب الأنف الضموري
أولاً، يجب علاج المرض المُسبب للضمور (حالات الضمور الثانوي) مثل مرض الزهري، ثم العلاج كالتالي:
أ. العلاج الطبي:
- غسل وتنظيف الأنف وإزالة الإفرازات والقشور باستخدام محاليل قلوية (غسول).
- يمكن وضع تركيبة تحتوي على جلسرين به جلوكوز محلول 25% على الطبقة المخاطية للأنف لمنع نمو البكتريا والميكروبات المُحللة للبروتينات والتي تتسبب في الرائحة الكريهة.
- مضادات حيوية موضعية (رش).
- رش "إستراديول" للمساهمة في إعادة تجديد الغدد المخاطية.
- تناول "potassium iodide" بالفم لإذابة الإفرازات.
- يتم حقن "خلاصة المشيمة" في الطبقة المُخاطية للأنف.
- يوصف للمريض تناول فيتامين "أ" و "الحديد".
بـ. العلاج الجراحي:
- الهدف منه تضييف تجويف الأنف لحين إعادة بنا الطبقة المُخاطية
- يتم تقوية الطبقة تحت المُخاطية بإضافة معجون "تفلون"
المراجع
تعليقات
إرسال تعليق